التمهيدية العسكرية لعصر الظهور

71435-111320221332066370c7a612adb.jpg

تاريخ الاضافة: 2022-11-13 13:32:06 | عدد الزيارات:3084

 

حسن كاظم الفتال

    لقد أدى الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين دورا في تنمية الروح العقائدية والإيمانية والصفات الإنسانية ونمو الفكر وتنوير العقل بوهج العلم مقرونا بالهدى والتقى .

كل الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أدوا هذا الدور ولكن كل منهم قد عاصر بعضا من أئمة الجور والكفر والضلالة وقاسى ما قاسى وعانى ما عانى من أجل بناء النفوس بناءً حضاريا رصينا بوضع أسس فكرية عقائدية نافعة يرتكز عليها مجتمعٌ فاضلٌ سليم وخَلقِ بيئة نقية نزيهة يتنفس فيها الإنسان الهواء النقي المنعش إن صح التعبير .

لذا فإن الإمام الحسن العسكري صلوات الله عليه ما أن تسلم زمام الإمامة حتي بدأ ببذل كلما بوسعه أن يبذله من غالٍ ونفيس من أجل أداء الرسالة الإنسانية المحمدية وتحقيق أهدافها وصيانة منهجيتها وأدى دورا مهما وواسعا وشاقا في الوقت نفسه في تبليغ الرسالة ونشر المفاهيم المستمدة من أحكام الشريعة التي هي أحكام السماء . تكلف ذلك رغم إحاطة الظروف الصعبة به .

إذ كانت كل المعالم السياسية تقيده لتحجبه عن أداء دوره  الحقيقي المؤثر والذي ترك أثرا بالغا في النفوس بالسعي الحثيث لتغذيتها بالغذاء الفكري الروحي الموصل إلى الصراط المستقيم .

لقد مارست السلطة كما هي سابقاتها مع الإمام الحسن العسكري صلوات الله عليه مختلف الأساليب واستخدمت كل الوسائل والسبل سعيا منها للإقصاء والتغييب والحد من مواصلة مسيرة أجداده وآبائه . وقد عاصر ثلاثة من سلاطين الإرهاب والبطش والجور وهم المعتز والمهتدي والمعتمد،

 مع قصر مدة توليه للإمامة عملا علنياً وظاهراً .

ورغم كل ما جرى إنما أصر بقوة إيمانه وعلمه اللدني وصبره وعمق تقواه لأن يتجاوز كل التحديات ويهيء الأمة لاستقبال زمان الغيبة والعيش فيه وكيفية التعاطي مع ذلك الزمن ومع الإمام الذي ستكتب له الغيبة نصرة لدين الله وإعلاء كلمة الحق وليظهره الله على الدين كله .

 

تطبيق الاذاعة
لأجهزة الآيفون
تطبيق الاذاعة
لأجهزة الأندرويد