رضعوا حب الحسين عليه السلام، ومشوا وتعرضوا لمخاطر اقلها الإعدام / تعرف على بعض قصص "مشاية الاربعين" (مصور)

54893-100720190729525d9ae970b0e0f.jpg

تاريخ الاضافة: 2019-10-07 07:29:52 | عدد الزيارات:2657

 

 

البصرة : قاسم الحلفي

تصوير : عمار الخالدي

اذاعة الروضة الحسينية

رضعوا حب الحسين مع حليب امهاتهم وزاروا ومشوا وتعرضوا الى مخاطر اقلها الإعدام على يد جلاوزة الطاغية المقبور، ربوا اجيالا من عائلاتهم على حب الحسين، قربت اعمارهم من العقد السابع ومازلوا مصرين على الوفاء لسيد الشهداء بإحياء شعيرة المسير في الزيارة الاربعينية من البصرة الفيحاء الى عنوان الشهادة كربلاء إنهم الشيبة المباركة.

 

شلل نصفي وشفاء ومسير

قصة الزائر عبد الرحمن حامد من الاصمعي عجيبة ففيها المرض والعجز والكرامة والمعجزة بعد اصابته بجلطتين في عامي 2009 و2014، يسرد قصته بالقول منذ سبعينيات القرن الماضي وانا مستمر على زيارة الحسين عليه السلام أذهب مع اصدقائي بشكل سري بسيارتي "اللاندكروز" التي تتسع الى سبع اشخاص سالكين الطريق القديم الى الناصرية، نمر من السيطرات بحجج كثيرة، ونصل الى معارف لنا في اطراف محافظة كربلاء، فنتفرق بين البساتين سالكين طرقا متعددة سيرا على الاقدام متحدين السلطة وزبانيتها لننصروا قضية الإمام الحسين عليه السلام ولنربي اجيالا على حب الحسين.

وبعد سقوط حكم الدكتاتور في العراق تغير الحال وشاركت في المسير مع مجموعة من اصدقائي القدماء من البصرة الى كربلاء بهمة وعزم مرددا على طول الطريق كنا وما زلنا نقول لبيك يا حسين، وبعد اصابتي بجلطة ادت الى شلل نصفي في جسدي اقعدتني عن الحركة، ذهبت الى احد الاشخاص العارفين فنصحي بزياة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ليتعافى جسدي، وذهبت عاجزا على كرسي مدولب وتوسلت بالإمام الكاظم سلام الله عليه وأقسمت عليه بحق جده الحسين عليه السلام ان لا يحرمني من زيارته سيرا على الاقدام، ويقسم بأغلظ الايمان انه نهض بعد خروجه من المرقد الشريف ماشيا على اقدامه بشكل بطيء.

ويكمل حامد حديثه، انه عاد للسير في الزيارة الاربعينية من جديد ولكنه في العام 2014 صام في شهر رمضان وخالف تعليمات الاطباء فاصيب بجلطة ثانية وعاد لزيارة الحسين عليه السلام مقعدا متوسلا فعادت اليه صحته ولكن بأثر واضح في رجله ويده ومشي بحركة بطيئة، وما زال مصرا على السير في طريق الاحرار، مؤكدا ان حالته تعد كرامة ومعجزة وكل صعب ومحال يتحقق بالتوسل بمحمد وآل محمد عليهم السلام، مشيرا الى ان الحسين هو الحياة ومن تخلف عن تلبية نداءه خسر الدنيا والآخرة، مشددا رغم تجاوزي الستين من العمر الا اني على العهد مع امامي الحسين عليه السلام.

 55 عاما من المسير

منذ كان عمره 14عاما بدأ عبد الواحد عبد الكريم المكصوصي من منطقة الجنينة السير الى كربلاء من مسافات قريبة، مبينا ان مسيرة الحسين لا تتوقف وصوت الحق يصدح عاليا بوجه الطغاة وكنا نصر على الذهاب الى زيارة الاربعين تطبيقا لقول الإمام الحسن العسكري عليه السلام انها من علامات المؤمن، ويستذكر انه كان يذهب حتى في ايام التحاقه بالخدمة العسكرية عن طريق الحصول على اجازة مرضية او اي عذر آخر ولم يترك موسما الا ولبى نداء إمامه، مؤكدا ان مخاطر كانت تحيق بهم في سيرهم من مناطق قريبة الى كربلاء حيث حصلت امامهم حالات اعتقال زائرين بوشاية من جيران بيوت استضافتهم، واعدم عدد منهم.

وشدد انه ورغم ان عمره الان أصبح 67 عاما الا انه ما زال مستمرا على المشاركة بالمسير من عام 2003 الى الآن الا ان ايام السير اصبحت اسبوعين بدل 12 يوما لان جسده وهن قليلا عن السابق، مؤكدا انه تعرض خلال السير الى كربلاء المقدسة الى ضروف جوية سيئة كثيرة من امطار وعواصف ترابية وحرارة جو عالية جدا، الا ان العشق الحسيني يزيد المحبين عزما واصرارا.

 

مواكب الأمس واليوم

جرح عباس الموسوي من منطقة شط العرب في الحرب العراقية - الايرانية وبترت يده فاعطاه الله فرصة للخلاص من الخدمة العسكرية التي كانت تحرمه بعض المواسم من السير الى كربلاء، الموسوي فتح عينيه في سبعينيات القرن الماضي على اقامة العزاء الحسيني في موكب وحسينية سيد الشهداء في منطقة شط العرب وتعلق قلبه وهو مازال صبيا يافعا بقضية سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام واستمر مواليا وناصرا لابي عبد الله طيلة اكثر من ستة عقود بحريات مكبوتة وخوف وقلق من ازلام السلطة ومنافقيها في سنين عجاف، حيث كانت تقام المجالس الحسينية بموافقات امنية يطلع بها الجلاوزة على كل كلمة واي تصرف ويوزع الطعام داخل الحسينية حصرا، اما بعد زوال النظام فقد احيت جموع المؤمنين مختلف انواع الشعائر من اقامة مجالس العزاء ومواكب اللطم والزنجيل والسير الى قبلة الاحرار، كما اراد الله ان يجعل قضية الإمام الحسين عالمية فسخرت القنوات الفضائية والإذاعات والوكالات لنشر قصته وتضحياته ومبادئه.

ويضيف الموسوي، انه لم يترك السير الى قبلة الأحرار كربلاء المقدسة منذ 16 عاما ويحفز ابنائه واقربائه وجيرانه على السير الى باب الجنة والشفاعة، ولم يبالي باي خطر او تعب او كلل لان المحب يضحي من اجل حبيبه، مستدركا انه تعرض في احد الاعوام اثناء المسير بوعكة صحية حادة فتناخى الزائرون ونقلوه الى مركز طبي وتلقى العلاج واستراح يومان ومر على مخيلته ما جرى على السبايا والاطفال فتحامل على مرضه مستأنفاً مسيرته الى مدينة البطولة والعنفوان والحق كربلاء الشهادة.

تطبيق الاذاعة
لأجهزة الآيفون
تطبيق الاذاعة
لأجهزة الأندرويد