تقاعدوا من الوظيفة فتطوعوا للخدمة ... ايقونات كربلائية عشقها فطري للحسين

65433-092720212219366152194874f5e.jpg

تاريخ الاضافة: 2021-09-27 22:19:36 | عدد الزيارات:2802

 

 

تشابهوا بالشيبة والوقار والبساطة والايثار واختلفوا بطرق العشق الحسيني و ديمومة الخدمة والاستمرار، يجمعهم حب الحسين منذ الصغرونكران الذات وصلابة العقيدة، شيبتان من ازقة المدينة القديمة (الولاية) كما يسميها الكربلائيون رضعوا من صدور امهاتهم حب الحسين وزينب والعباس وكل ما يتعلق بهم في المصيبة رغم المها ولوعتها ، تصدوا للخدمة وهم في سني اعمارهم المبكرة ، وما زالوا رغم بلوغهم من العمر عتيا، يستنبطون كل يوم طريقة لتقديم الخدمة لزوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام ومن متخلف الجنسيات.

 

 

عاشق الطاق

جمال سمشي حسون (65 عاما) الكربلائي  العتيق الذي خدم الزوار وهو بعمر تسع سنوات عند مرافقة جده حسون الخياط في المجالس والمواكب وتعلق قلبه بالحسين وكان يحضر محاضرات الفقيد احمد الوائلي وشارك مع الرادود حمزة الزعير اثناء قراءة قصيدة "يمه ذكريني" وكان يوزع الماء بواسطة "الحب" ويوزع خبز العباس الذي تصنعه والدته ونساء المنطقة حيث لم تكن هناك مواكب لاطعام الزوار،  واهتم بطاق الزعفراني الذي يبعد عن الحرم الحسيني المطهر مسافة امتار، حيث يبلغ عمر الطاق اكثر من 200 سنة ولازال شاخصا لحد يومنا هذا، ويرجع اصل تسميته بـ(طاق الزعفراني) لبيت السيد ابراهيم الزعفراني وهو قائد الثوره التي قام بها أبناء كربلاء ضد الوالي العثماني نجيب باشا سنة ١٨٤٢، مبينا انه "يقوم بتعليق الخام الاسود بطول 60 مترا سنويا على جدران الطاق في بداية شهر محرم ويجلب اكسسوارات من الخوص المحاك مثل الطبك والسلة ويثبتها ويخط عليها شعارات حسينية وعلق هذا العام 22 لوحة من الخوص.

 

رايات وهدايا

ابونور لديه اهتمام بالطفل والمرأة بمجموعة اكسسوارات يصنعها بيده اعتبارا من عام 2014 ، منها راية حسينية صغيرة يشتري كل 12 سارية بالف دينار، والقماش من الشريط المستعمل في ربط شعر الطفلة ويشتري لفة كاملة بمبلغ 1250 دينار تعطيه 50 راية ويخط عبارات حسينية عليها ويجيد الخط كونه من عائلة فنية، ويوزعها في محرم وصفر ورمضان حيث يوزع في الموسم الواحد بحدود خمسة الاف قطعة، ويقوم بتوزيع كيس اخر فيه تراب من قبر الامام الحسين يحصل عليه من مناطق الحفر والانشاءات داخل العتبة وحبات رز من المضيف وقطعة قماش مطرزه باسماء اصحاب الكساء وحرز الامام علي بن موسى الرضا تكلفه تقريبا الفي دينار للكيس الواحد ويوزع منها بحدود 2500 كيس بعنوان هدية الامام الحسين عليه السلام وهي محط اهتمام النساء، كما يوزع ماء ماخوذ من تحت قبر ابي الفضل العباس.

 

كرامات وهيئات

هذه الاكسسوارات التي اختلطت باثار الامام الحسين واخيه ابي الفضل كان لها كرامات حصلت مع عدد من المؤمنين كونه يوزع لهيئات زائرين عرب واجانب، ويذكر منها ان " احد الزائرين كان يعاني من العشو الليلي في عينيه بعد استخدام التربة الحسينية، وكثير من الاصدقاء والمعارف حصلت معهم كرامات بالشفاء منهم شفي من الذبحة الصدرية وانهاء رعب الطفل والحمل بثواب من الراية وفي وقت اخر صنع باجات مكتوب فيها ادعية وفيها تراب من قبر الامام الحسين قيمتها  1250 جهزه بها احد الميسورين الايرانيين ووزع منها 800 باج، وقام بغسلها بماء زمزم.

 

 

 

تقاعد وتطوع للخدمة

الازيرجاوي جمعة حسين موسى (64 عاما)  يعمل سباكا منذ عقود طويلة، ولكنه ينفذ اي عمل يكلف به حتى وان كان خارج تخصصه، فهو يأسس الصحيات ويمد انانبيب المياه وينظف مجاري المياه الثقيلة، وفي احيان كثيرة تحصل انسدادات معقدة تتطلب النزول في المجاري فلا يبالي ويغطس ويفتحها، لانه يحرص على طهارة الحرم الحسيني ومحوره، وقد تعرض مع عدد من زملائه الى صعقة كهربائية داخل المجاري ولكن الله سلمهم وصعق مرة ثانية اثناء نزوله لتنظيف بئر في المرقد الشريف ونجا منها بشفاعة الحسين، وكان يضع خمسين قالب ثلج في برادات منصوبة بين الحرمين في التسعينات بعد منتصف الليل ويوفر الماء البارد للزوار في وقت لا توجد فيه مواكب للخدمة، ويسقى الزائرون دون ان يعرف احد من وضع الثلج، وكان يعمل دليل للزائرين ويطبخ الطعام ثوابا للحسين وفي احد المرات كان يطبخ الطعام في بناية اتحاد الطلبة وخيره البعثيون بين الانتماء لحزبهم الفاشي او الطرد من البناية فرفض الانتماء وترك المكان.

بيت للزوار

وبعد العام 2003  اشترى بيتا بمساحة 50 مترا في منطقة السعدية وخصصه للزوار كل ليلة خميس وفي جميع المناسبات التي تقام بكربلاء، وجهزة بالفراش والطعام ويستقبل الرجال والنساء من الايرانيين والعرب والعراقيين، وتقوم بالخدمة فيه عائلته، بالرغم من ضيق الحال لانه كان منتسبا في العتبة الحسينية واحيل على التقاعد الا انه تطوع على الفور للعمل بصيانة المجاري والتأسيسات الصحية دون اجر وفي اي وقت يحتاجه العمل يحضر فورا، وشعر بالكثير من الكرامات لتربة الحسين التي ياخذها من عمليات الحفر ويهديها للزوار، ومنها تحولت تربة الى اللون الاحمر في ظهيره العاشر من محرم، وكثير من الزوار عولج من امراض ومنهم سيدة من الكويت منحتها تربة حسينية تشافى منها معاق كويتي ومثلها ايضا طفلة عراقية شفيت من العوق، ويشاركه الخدمة  عائلته بالكامل زوجته وبناته واولاده في البيوت التي تأووي الزوار وقرب ضريح الامام الحسين.

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ عمار الخالدي

تطبيق الاذاعة
لأجهزة الآيفون
تطبيق الاذاعة
لأجهزة الأندرويد