المتأسي بحبيب بن مظاهر الاسدي .. تجاوز التسعين .. قاتل الارهاب ويخدم الحسين والأصحاب

65393-09252021104243614ed2f3e3a3f.jpg

تاريخ الاضافة: 2021-09-25 10:42:43 | عدد الزيارات:2216

 

 

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير عمار الخالدي

شيبة بيضاء تغطي رأسه ولحيته ووجه ابيض ناصع، وقف يحمل ريشه بيده وينظم سير الزائرين قرب باب الزينبية في العتبة الحسينية المقدسة، ينبض قلبه بالايمان وحب محمد وآل محمد، لكنه يعشق الحسين بجنون، مرت عليه اجيال وانظمة وحكومات وحروب وبين السماح والمنع، ولم يفارق عشقه للحسين وشعائره منذ خمسة وثمانون عاما، اعتقل وعذب وطاردته الاجهزة القمعية فما استكان ولا سكت، بنى جامعا واسس موكبا وسير مشاة بالمئات الى ضريح سيد الشهداء، وما ان شعر بأن البلد في خطر وان المرجعية اصدرت فتوى الجهاد المبارك، حتى كان من اوائل الملبين لهذا النداء فقاتل الأعداء بشراسة الشباب وحنكة الشيوخ وكان يصدح بالهتافات ليحول المقاتلون الى اسود ضارية مزقت العدو، وانتهت المعارك فعاد الى ريشته ليقف خادما بباب الحسين، حقق كل امانية الا امنية واحدة هي الشهادة التي يقول عنها باكيا "علمها عند الله".

 

تسعة عقود

انه مهدي كشاش رغيف (91عاما) من لواء علي الاكبر فوج الانصار خادم في موكب مجموعة الإمام الحجة من العزيزية، الذي يسرد قصته بالقول" مرت حياته بثلاث مراحل وهو يتذكر منذ اكثر من ثمانين عاما عندما كان عمره خمس سنوات وشارك في الشعائر الحسينية عندما كانت تقام في الاربعينيات والخمسينيات والستينيات، ويتذكر جيدا مواكب اللطم والعزاء والزنجيل والسير الى مرقد ابي عبد الله الحسين عليه السلام في مناطق الراشدية والعزيزية، وكيف انهم كانوا يحضرون المحاظرات الدينية ومجالس اللطم في بيوت عشيرة البوعامر لمدة ثلاثة ايام ، كما يتذكر السفر الى كربلاء المقدسة بباصات الخشب وسيارات (التورن) واللوريات ولا ينسى السير الى كربلاء وهو بعمر الصبا والشباب، ثم ينتقل الى ذكريات العزيزية عند بلوغه الثلاثين من العمر ليتخفى فيها بعد تعرضه للسجن والتعذيب عندما اعدام اخيه النقيب الطيار من قبل الطاغية بتهمة باطلة، ، وهروبه بعدها الى البصرة والكويت، ثم عاد ليسكن العزيزية، ورغم ذلك اسس موكبا للمشاية مكون من حوالي مئة إمرأة يمشين بحدود 140 كيلومترا بمجموعات صغيرة بين البساتين واكتاف الانهر والجداول بعيدا عن عيون السلطة البعثية، والقي القبض عليه ايضا واخذت منه تعهدات بعدم السير وعاند السلطة واستمر بالمشي الى كربلاء الشهادة".

 

شعائر وجهاد

وحال سقوط النظام الدكتاتوري اشترى 1500 متر وشيد جامعا تقام فيه الصلوات والتعزيات واللطميات وتوزع على المشاركين الاطعمة ومختلف انواع الاشربة ومنه تنطلق المسيرات الراجلة الى كربلاء المقدسة، وفي العام 2004 اخرج موكبا كبيرا من الرجال والنساء يتكون من 400 ــ 500 زائر، واصبح خادما حسينيا للزائرين في العتبة الحسينية خلال الزيارات المليونية في محرم وصفر وشعبان ، كما ذهب الى حرم الامام الرضا عليه السلام ووقف خادما في مرقده وفي مرقد السيدة فاطمة المعصومة، ومن الامور الغريبة ان رغيف يقوم بتأجير غرفة في احد الفنادق بمبلغ 60 الف دينار لينام فيه حتى يفسح المجال للمتطوعين بالخدمة الحسينية الذين يكتظ بهم مكان تواجد الخدام خلال الزيارة الاربعينية، وما ان اعلنت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني فتوى الجهاد الكفائي عام 2014 بعد سقوط ثلاث محافظات وعدد من مناطق محافظة رابعة بيد عصابات داعش الارهابي، حتى كان اول الملتحقين هو وثلاثة من اولاده وحفيده للقتال استجابة لنداء المرجعية، ويصف الحال بقوله " التحقنا في البداية في قاعدة بلد الجوية بدون اسلحة او تجهيزات وبعد محاولات عدة باتصالات مع جهات عليا جهزنا بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة والاعتدة والهاونات والصواريخ، فشارك في كل المعارك بدأ من تحرير منطقة الدعفوس في محيط القاعدة ومن ثم في قاطع سامراء الى تكريت وبيجي حتى الموصل، ولمدة اربع سنوات متصلة".

حبيب اللواء كما يكنيه زملائه المقاتلين لوجود وجه شبه بينه وبين الصحابي حبيب بن مظاهر الاسدي بالعمر والشيبة كان يرفض الاجازات الاعتيادية ويستمر بالقتال، ولا يبالي لانه كان يريد الشهادة ويسعى لها بكل جوارحه، وكان يخجل من مناداته بحيب بن مظاهر الاسدي لانه متيقن بان الفارق لا يقاس اصلا، لكنه كان يحفز المقاتلين والشباب خصوصا، مستدركا" انني اشعر بأني لم اوفي بعملي بما يرضي الإمام الحسين عليه السلام".

 

شهادة صاحبه

رفيق عمره مع فارق السن الحاج ابراهيم عبيد عمران من العزيزية يصفه بالمدرسة ويشدد على انه "تعلم منه الصبر من ثلاثين عاما، لانه علم الاجيال تلو الاجيال وتعملت منه الاخلاق والطيبة وحسن التصرف والصبر والايثار والتضحية والايمان، وفي القتال كان المحفز الرئيس في القتال وكان يركض قبل الشباب وكانوا يحاولون منعه من التقدم لكنه يتقدم دائما في الصفوف الاولى، ولم يهتم الى اي اخطار مرت بنا، ومنذ ثمانينيات القرن الماضي علمني الجرأة ونزع الخوف من قلبي وقلوب اصدقائنا، وله مواقف تحدي كبيرة ضد النظام المباد، وكلانا ندعوا الله مخلصين لنيل الشهادة وان نكون سويا في هذا الطريق".

تطبيق الاذاعة
لأجهزة الآيفون
تطبيق الاذاعة
لأجهزة الأندرويد