أكّد المعهد العالي للتراث التابع للهيأة العليا لإحياء التراث في العتبة العباسية المقدسة، أنّ الطلبة المتخرجين أنجزوا تحقيق (22) رسالة علمية كمشاريع لتخرجهم، جاء ذلك في كلمة مدير المعهد الدكتور السيد عبد الحكيم الصافي في حفل تخّرج الدفعة الأولى من طلبة المعهد العالي للتراث الموسومة بـ "دفعة العلّامة السيد محمد مهدي الخرسان (قدس سره)".
وقال الصافي في كلمته: نحتفي اليوم بتخرج الدفعة الأولى من طلبة المعهد بعد عام حافل من الدراسة النظرية والعملية، والاختبارات، والورش العلمية، والندوات التراثية، لتحقق هذا الإنجاز، فقد أتم (22) طالبًا من طلبة المعهد دراستهم وأنجزوا تحقيق (22) رسالة علمية كمشاريع تخرج، وجاء هذا الإنجاز نتيجة لعاملين أساسيين، الأول التحصيل العلمي الجيد لطلبة المعهد فمنذ أن فتح أبوابه لاستقبال المتقدمين وضع شروطًا وأُسسًا دقيقة لقبول الطلبة تستند إلى مستوى تحصيلهم الحوزوي أو الأكاديمي، مع التركيز على عمق الفهم والتمكن من المواد العلمية، فقد حرص على اختيار الطلبة ذوي الكفاءة العلمية العالية ممن يمتلكون رصيدًا معرفيًّا يؤهلهم إلى خوض غمار التحقيق وفهم النصوص المحققة واستيعابها.
وأضاف: كانت عملية القبول تتم عَبرَ لجنة علمية متخصصة تتألف من نخبة من الأساتذة يتولى كل منهم تقييم جانب معرفي معين يتحاور فيه مع المتقدمين؛ لتقييم مستواهم العلمي والفكري وعَبرَ هذا الحوار الدقيق يتم تحديد القبول على وَفقِ معايير علمية رصينة تعتمد على مبدأ المفاضلة الموضوعية.
وتابع: العامل الآخر هو المتابعة والإشراف على الطلبة في أثناء عملهم على مشاريع تخرجهم، إذ لم يقتصر دور المعهد على تقديم الدروس النظرية والتطبيق فقط، بل استمر في متابعة طلبته بعد إنهائهم الفصلين الدراسيين وانطلاقهم في مشاريع تخرجهم، فقد كانت هناك متابعة مستمرة لنسب الإنجاز ورصد مراحل تقدم الأعمال، إضافةً إلى تقديم الدعم اللازم في مواجهة التحديات العلمية والمنهجية، إذ لم يكن هذا الإشراف مجرد إجراء إداري، بل كان متابعة علمية مستمرة تهدف إلى تذليل العقبات ورفع الموانع؛ لضمان استكمال المشاريع بأفضل صورة ممكنة.
وأوضح مدير المعهد: بعد إكمال الطلبة مشاريع تخرجهم وقبولها من اللجنة العلمية تأتي مرحلة المراجعة العلمية واللغوية والفنية، فقد التزم المعهد بطباعة هذه الرسائل وإخراجها، الأمر الذي يتطلب عمليات مراجعة دقيقة. وبيّن أنّ: مراجعة الرسائل تشتمل على ثلاث مراحل، هي: أولًا: المراجعة العلمية، إذ تخضع الرسائل لتقييم دقيق يهدف إلى ضبط محتواها وتصحيح أي خلل علمي أو منهجي، ما يضمن تحقيقها لمتطلبات التحقيق العلمي. ثانيًا: المراجعة اللغوية التي تعنى بتصحيح الأخطاء النحوية والصرفية والأسلوبية؛ لضمان وضوح الفكرة وسلاسة التعبير. ثالثًا: تأتي المراجعة الفنية التي تتناول الجوانب الشكلية والإخراجية بما في ذلك التنسيق، والتبويب، وإعداد الفهارس الفنية والموضوعيّة وما شابه ذلك.