12101929ALI-TURAND.jpg
الدكتور علي تورند (68) عاما متزوج ولديه ثلاث اولاد يعيش معهم في العاصمة النرويجية أوسلو ترجم القرآن الكريم ونهج البلاغة من الانجليزية الى النرويجية وصدر له كتاب (محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعائلته) يتحدث عن رحلة استبصاره فيقول "بدأتُ عندما كنت أعمل طبيبا في الشرق الأوسط وتحديدا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين سنة 1970 في الاردن ولم أكن حينها على اية ديانة فشاهدتُ ولمستُ آلام ومعاناة الفلسطينيين ودعاني ذلك الى أن أحرص على مساعدتهم طيلة فترة وجودي في الاردن بالرغم أني كنت الاوربي الوحيد بين المتواجدين لتطبيب المرضى".
ويتابع الحديث أنه "حينما كنت افتح حوارات عن معاناة المسلمين وحياتهم المضطهدة لم ألتفت وقت ذاك سوى انسانيا حول ما كابده أولئك الفلسطينيون".
ويضيف أن "مما دعتني الى القراءة عن تاريخ المسلمين معاناة الفلسطينيين وصبرهم حول معتقدهم وتقديسهم لبيت الله العتيق فكنت أطالع كتب كثيرة لمعرفة فكر الاسلام والمنهج الذي يتبعوه لاكون صاحب معرفة بثقافة المسلمين. وبعد انتهاء المدة في الاردن رجعتُ الى النرويج ثم عاودتُ برفقة فريق طبي جديد ولكن هذه المرة الى لبنان لاعمل في مخيم الهلال الأحمر للاجئين المسلمين في جنوب لبنان ممن شردوا وقصفوا من قبل إسرائيل وهذه المرة كانت الكرة الاكثر إطلاعا لي لفكر ومبادئ الاسلام ولكن بطريقة تختلف واصفا مشاهدها وكأن معالمها لا زالت شاخصة في خياله فيقول: شاهدت شخوصا مشردين لكنهم كبار في الصبر ومتعبون لكنهم يستنهضون الهمة فيما بينهم وجرحى لكنهم يتطببون بإيمانهم وما ينتظرهم من جنة الخلد وهذا ما دعاني في البدء الى التفكير في أن اكون مسلما فقرأت القرآن وحاولت تلاوته بعد أن درست اللغة العربية لكني لم أفلح لصعوبة نطق العربية".
ويروي تورند "ذات مرة وبينما أنا جالس في مطار برلين بألمانيا اخرجت المصحف الشريف وباشرتُ بقراءة آيٍ مباركات منه ولكن في اللغة الانجليزية فأخذتني ساعات القراءة دون أن ألتفت الى الوقت الذي مرّ عليَّ حيث كنتُ غائرا في تجلي معاني القرآن الكريم فلتفت حينئذٍ الى مسألة القضاء والقدر وعلِمتُ أن لكل أمة كانت نهاية مما دعاني للبحث هل للإسلام من نهاية بعد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما اطلعت على قصص كثيرة عن حياة مجتمعات قبل الاسلام فعرفت الاصول الحقيقية للمجتمعات من خلال كتاب الله الكريم".
ولحرصه الدائم في أن توجد نسخة من المصحف الشريف في أي مكان يجتمع فيه المثقفون تكفل بطباعة وتوزيع المصحف الشريف على مكاتب العاصمة وبعض المدن"، لافتا الى أنه "سعى بتعليم كل ما تعلمه في لبنان من علوم القرآن الكريم الى عائلته وأصحابه ومن يجالسهم لأنه كان مؤمنا بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن "زكاة العلم تعليمه" فيقول: "عملتُ حبا في الله تعالى على انشاء محطة إذاعية يقرأ فيها القرآن الكريم وتبثُ فيها البرامج القرآنية وكانت هذه المحطة ممهدة للمباشرة بتقديم دراسة حول انشاء محطة تلفزيونية فضائية لنشر ثقافة الإسلام في النرويج".
وسبق للدكتور تورند أنه اسس مدرسة ابتدائية للأولاد وخمس رياض اطفال لتعليم منهج اهل البيت (عليهم السلام) استخدم فيها اجهزة وتقنيات حديثة تُيسر للأطفال فهم الدرس وقد بلغ اعداد الاطفال في الرياض أكثر من 250 طفل كما اشترى بستانا للترفيه عن الأطفال وتعليمهم معانٍ كثيرة من خلال العمل الميداني وفتح مدرسة باسم (أورتوهاكن - المدرسة الحرة) لتعليم الفتيات أصول الدين والشريعة الإسلامية الحقة وقد وصلت حلقة الدرس فيها الى 80 فتاة".
ويعاود الدكتور تورند حديثه حول تواجده بمخيمات اللاجئين المسلمين في لبنان أنه "تعلمت الآثار الاخلاقية في انتظار الامام المهدي (عليه السلام) وكيفية تحمّل المنتظِر مسؤولية أن يتعامل مع علامات الظهور؟ وكيف استعد ايضا بالتالي لظهور الإمام (سلام الله عليه) عندما تأتي الروايات لتذكر ان من العلامات الدجال أنه يشكل جبهة كفر وانحراف؟ وكذلك السفياني، فتأتي روايات تذكر لنا دور الممهدين للإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) وبالتالي فمن المهم ان يعرف المنتظِر كيف يتعامل مع هذه العلامة؟ وكيف يكون موقفه من العلامة الاولى؟"، معتقدا أن "من ظواهر الانتظار السلبي ان يقف المنتظِر موقف الرصد فقط لهذه العلامات مما قد يشكل مشكلة خطيرة جدا لمعنى الانتظار"، معربا أنه "هكذا وجدَ ذاته وشخصه كانسان مسلم يتوجب عليه أن يكون مستمرا في التمهيد ومتأهبا للحظة الطلعة البهية".
تحقيق: حسين نعمه