أطلقت شعبة المسرح المعاصر التابعة للعتبة الحسينية المقدسة مهرجان أيام كربلاء الدولي للمسرح بنسخته الرابعة والذي جاء تحت شعار صرخة غزة.
وقال الأمين العام للعتبة المقدسة الأستاذ حسن رشيد العبايجي لمراسل اذاعتنا ان المهرجان جسد روحية ورسالة الإمام الحسين عليه السلام مع تعبيره الصادق عن تاريخ مدينة كربلاء الحضاري والثقافي والديني، مشيرا الى إن العتبة الحسينية المقدسة لديها مبادرات عديدة لاغاثة الشعوب المستضعفة والمظلومة في فلسطين ولبنان وغيرها".
وأضاف الأمين العام للعتبة المطهرة خلال كلمته في الإفتتاح، "نحيي بإجلال واكبار وتقدير كل من يمتشق سيف الحق للدفاع عن شرفه ومقدساته ويقف بوجه هذا العدو المتغطرس للدفاع عن مقدسات وشرف الامة وحرائرها وفي هذه المناسبة نستهل هذه الكلمة بما يليق أن نقف لهم اجلالا واكبارا ونحييهم بتحية الإسلام والصمود والبطولة وفي مقدمتهم بطل المقاومة الاسلامية الشهيد المجاهد حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله الذي جسد وترجم ملحمة جده الامام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف العظيمة والذي يعتبر رمزا للشجاعة والاقدام والمقاومة الشريفة".
وبين الاستاذ العبايجي، "لقد واجه الشهيد الاحتلال الإسرائيلي بعزم لا يقاس ولايلين، وصمود أسطوري لا يضاهى قدم خلاله روحه الطاهرة فداء للأرض التي أحبها وللشعب الذي نذر حياته للدفاع عنه وخلف سيل من المجاهدين، لقد جاء خبر استشهاده مؤلما لكل أبناء الامة الإسلامية والإنسانية من الشرفاء بعد الهجوم الوحشي الذي شنه الكيان الصهيوني على جنوب لبنان لتكون روحه الطاهرة نورا يهتدي بها المجاهدون ولتبقى ذكراه ملهمة للأجيال".
وأضاف "لقد كان خبر استشهاده صادما كالصاعقة التي ضربت قلوب المحبين فلم يكن الحزن حبيسا على اللبنانيين أو العالم العربي بل تجاوز الحدود ليصل الى كل أرجاء العالم، وأقيمت مجالس التأبين لفقدان الشهيد السعيد وكوكبة من المجاهدين لقد أخذ هذا الحدث المروع اهتماما كبيرا من لدن المراجع الدينية والانسانية في كل مكان وقد أصدرت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف بيانا مهما أعطى للعالم أجمع أنذارا دينيا وروحيا تجسدت فيه المكانة العظيمة لهذه القيادة الجهادية للمسلمين في خط المواجهة الأول للعدو الصهيوني ترثي فيه الشهيد الكبير حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله وكوكبة من رفاقه رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته".
وأوضح "كان الشهيد نموذجا فريدا قل نظيره في العهد القريب في الدفاع عن قضايا الامة المصيرية لاسيما القضية الفلسطينية وتحرير القدس الشريف ودعم التضحيات الفلسطينية في مدينة غزة والضفة الغربية وعلى الرغم من رحيل الشهيد الكبير بجسده الطاهر وكذلك بقية قادة المقاومة الابطال الا أن روحهم باقيه بيننا تلهب قلوب المؤمنين الشرفاء وتزرع الأمل في قلوب الاحرار الذين يواصلون بتضحياتهم ورباطة جأشهم وصمودهم الأسطوري في لبنان وفلسطين نحو تحقيق النصر المبين على الكيان الصهيوني الغاصب لحقوق الامة الإسلامية ومقدساتها، الذي أباح حقوق ومقدسات المسلمين وهتك حرماتهم على مرأى ومسمع المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الامن والمنظمات الإنسانية والدول المساندة للكيان المحتل دون خجل أو حياء ولم يرف لهم جفن لأبسط حقوق الانسان أمام هذه الإبادة الجماعية بروح بشرية متوحشة بحق الأطفال والنساء في مدينة غزة من قبل الكيان الصهيوني البغيض وكل المساندين له".
وتابع "نتمنى لكم حضورا ثقافيا فاعلا يستلهم من فكر الامام الحسين (عليه السلام) وقيم الامام الحسين (عليه السلام) ومبادئ الامام الحسين (عليه السلام) وأخلاق الامام الحسين (عليه السلام) وشجاعة الامام الحسين (عليه السلام) وعبادة الامام الحسين (عليه السلام) منهجا وفكرا وعقيدة في تنشأة و أعداد أجيالنا متسلحين بهذه السيرة العطرة لقلعة الصمود والتحدي في مواجهة قوى الكفر والظلام، لقد جسد ذلك التحدي أبي الشهداء (عليه السلام) بصرخته يوم الطف التي هزت أفاق الأرض وعروش الظالمين ووصلت الى عنان السماء".
واكد على ان "هذه هي قيمنا ومبادئنا التي نحيا ونموت من أجلها ونسير على خطاها وهذه الرسالة التي خلدها أبي الشهداء (عليه السلام) أصبحت صرحا خالدا وسلاحا فكريا وعقائديا وجهاديا لكل شرفاء الامة الذين استلهموا منها طريق الكرامة في الدنيا والفوز بالآخرة وهم الآن أشد شكيمة وأمضى عزيمة، أسود بواسل يطحنون العدو في الحروب أذا ازدلفت الاسنة واقتربت الاعنة طحن الرحى ويذروه ذرو الريح الهشيم، هؤلاء الذين رسموا طريق الحرية والاستقلال والاباء والشموخ والثبات حتى أصبح صوت الامام الحسين (عليه السلام) اليوم يسري في دمائهم وفي عروقهم ونبراسا يسير عليه شرفائهم بكل تجلياته في مواجهة أعتى وأكبر هجمه شرسة ومتوحشة يقودها جبابرة العصر و قوى الظلام و الاستكبار العالمي وقوى الضلال والخذلان والخنوع ومن هذا المنبر الحسيني نستذكر ونذكر الامة الاسلامية بحديث الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ومن سمع رجلا ينادي بالمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم)".
وزاد "أتمنى لهذا المهرجان أن يحقق الأهداف الإنسانية والإسلامية النبيلة التي تسعى لها أدارة العتبة الحسينية المقدسة لبناء جيل مؤمن يحمل فكر أهل البيت (عليه السلام) متسلح بحب الوطن والدفاع عن مقدسات المسلمين ومؤازرتهم ونصرتهم والوقوف الى جانبهم في مواجهة هذه التحديات الكبيرة"