.... نحو كربلاء
هل جربت البكاء على الحسين ؟
هل وقفت مستعبرا عند قبره الشريف ؟
هل خفضت رأسك حياء انك لم تفي بما عاهدته عليه ؟
هل ادرت وجهك هنا وهناك تبحث بين الوجوه عن طفلة تائهة ظهيرة العاشر من محرم ، وانت تحمل على صدرك طفلتك يضللها ردائك من حرارة الشمس ؟
هل لمحت صغيرا يفر بين سنابك الخيل فاسرعت الخطى علَّك تستنقذه منها لتضمه الى جنب صغيرك الغافي وسط عربته ؟
هل وقفت عند اكف تتوسل بك على حب الحسين ، لتروي عطش كبدك الحرى ؟ فتسبقك كفُكَ بقدح الماء الى فم صغيرك الباكي قبل ان يبل شفاهك التي راحت تتمتم بالسلام على الحسين العطشان الذبيح .
هل يممت وجهك نحو فاطر السماوات والارض قاصدا رضاه بزيارة من يمم نحره ونحر رضيعه وشفاهه تتمتم ( اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ) .
هل قصدت القربى واعددَّت لها عُدتها ؟ كما اعدَّ لها سيد الشهداء شبابا يستطعمون الموت ، مطلَّقين الحياة ، مستبشرين بركوب سفينة النجاة ،
هل قصدت القربى واعددَّت لها نساء يلفُهن حياء المؤمنات وعفة الصالحات وإباء فاطمة وسكينة وزينب ؟
هل قصدت كربلاء ناصرا ملبيا ( لبيك يا حسين ) وانت ناصرا ملبيا ؟
هل قصدت كربلاء بقلب ينزف دما ؟ كدماء من حضر معه يوم عاشوراء .
هل وهل وهل ؟ والف هل ؟ .....
تبقى تسائل كل محب وزائر اين انت من الحسين ؟
اين حقيقة تلبيتك ؟ اين حقيقة عملك الذي قدمت به نحو كربلاء ؟
جعفر البازي