شرعت الملاكاتُ الفنّية والهندسيّة العاملة على مشروع إكساء صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بوضع أولى البلاطات، وذلك في المقطع الأوّل منه وتحديداً في المساحة المحصورة بين بوّابة الإمام علي الهادي (عليه السلام) وبوّابة الفرات (العلقمي)، بعد أن تمّت تهيئتها وتجهيزها بالكامل لهذه الأعمال.
الأعمال هذه وبحسب ما بيّنه المهندس مجيد الصائغ رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة: "تجرى بالتوازي مع أعمال إكساء الأواوين التي وصلت الى مراحل متقدّمة".
وأضاف: "الإكساء يتمّ بأفخر أنواع المرمر وباستخدام طريقةٍ فنيّة تعطيه قوّةَ التصاق، فضلاً عن طول عمره وبما يتناغم مع المرمر المستخدم في إكساء الأواوين، لخلق حالةٍ من حالات التناغم الفنّي والتناظر الهندسي".
وبيّن الصائغ: "عمليّة الإكساء قُسمت الى مراحل وكلّ مرحلةٍ الى أجزاء ومقاطع، وسبق هذا التقسيم إجراء مسحٍ كاملٍ للمشروع وعمل مخطّطات خاصّة به، وبنقوش وزخارف متناغمة مع باقي أجزاء العتبة العبّاسية المقدّسة".
أمّا عن مواصفات المرمر فقد بيّن الصائغ: "المرمر هو من الأنواع الطبيعيّة والنادرة (ملتي الاونكس) ويمتاز بميزات عديدة أهمّها أنّه طبيعيّ وذو ألوان طبيعيّة وقوّة تحمّلٍ عالية للظروف الجوّية ويُعطي انعكاسات رائعة، ويبلغ سُمْكُه (4سم) تقريباً".
يُذكر أنّ مشروع إكساء أرضيّة صحن وحرم المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) يُعدّ من المشاريع المكمّلة لسلسلة المشاريع التي نُفّذت مسبقاً، وجاء نتيجة تعرّض المرمر المكسوّ به حاليّاً الى أضرار كبيرة وتخسّفات أدّت الى تشوية منظره العامّ إضافةً الى قِدَمه، حيث مضى عليه أكثر من (50) عاماً، لذلك سعت الأمانةُ العامّة للعتبة العبّاسية لهذا المشروع بهدف زيادة الجمال لروضةٍ من رياض الجنّة، ممّا يعطي صورةً خلّابة تُضاف اليها الراحة النفسيّة للزائرين الكرام.