نظّم أهالي كربلاء المقدّسة وقفةً استنكاريّة لإدانة الاعتداءات الصهيونيّة التي تطال الفلسطينيّين في غزّة، مساء امس الجمعة، بمنطقة ما بين الحرمَينِ الشريفَينِ، .
وأُجري خلال الوقفة إلقاءُ بيانٍ جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا اللهَ ينصرْكُم ويثبّتْ أقدامكم).
صدق الله العليّ العظيم.
من كربلاء الإباء ومن بين الحرمَينِ الشريفَينِ للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، نحن أهالي كربلاء المقدّسة وخدَمةُ الإمام الحسين(عليه السلام) في الأطراف والهيئات الحسينيّة ومواكبها الخدميّة، ووجهاءُ وأبناءُ كربلاء ومثقّفوها وأكاديميّوها، نشاطر أهلنا الصابرين الصامدين في فلسطين الإسلام والعروبة، حيث قُدسنا السليبة وأرضنا الرهينة، نشاطرهم ونعاضدهم ونساندهم لما يجري عليهم من قتلٍ وتدميرٍ وإبادة، تمارسها الآلة الصهيونيّة المجرمة بكلّ أنواع الأسلحة وأعنفها مستهدفةً الحجر والبشر، في جريمة حربٍ غير مسبوقة طالت مئات الأطفال والنساء، وتحت حصارٍ خانق قاطع لأسباب الحياة عن غزّة العزّ.
إننا إذ نستنكر بكلّ المستويات والعبارات ما يجري على شعبنا الفلسطيني البطل من تقتيل وتشريد وتهجير، فإننا نبدي التضامن الكامل والانحياز التامّ مع حقّ المقاومة الفلسطينيّة البطلة، التي قدّمت ورسمت أروع ملاحم النصر في معركة (طوفان الأقصى) الظافرة، منذ السابع من تشرين الأوّل حتى هذه اللحظة، حيث أصابت الصهاينة والعدوّ وتركته مذهولاً بسبب العمليّة البطولية، التي فاقت التصوّر في شجاعتها وبطولة مقاتليها، الذين لقّنوا الصهاينة درساً موجعاً سوف لن ينسوه أبداً، وستحفظه الأجيال بحروفٍ من ذهب.
إن فلسطين إسلامية عربية كما هو شعبها وأهلها، كانت وكانوا وستبقى ويبقون، وهي للمسلمين والعرب، وإن الأرض لا بدّ أن تعود لأهلها مهما طال الزمن ومهما كان الثمن، إن فلسطين وكربلاء، والحسين والمسيح، وجهان لثورةٍ واحدة وطريقهما واحد ومبادئهما واحدة، وإننا في كربلاء التاريخ والموقف والفعل منذ عشرات السنين لم ولن ننسى فلسطين الإسلام والعروبة، فهي حاضرة بنا ومعنا حيّةً رهن العين والروح والضمير، حضوراً هادراً جسّدته مواقف مراجعنا العظام الإسلامية وكهوفنا الحصينة (حفظهم الله)، فقد كانت فلسطين بالنسبة لهم البوصلة والمسار والخط المستقيم الذي لا ينحني أبداً.
ونحن نُعلنها عاليةً قاطعةً أننا رهن الإشارة لمراجعنا فيما وجّهوا ويوجّهون، وخصوصاً ما جاء ببيان المرجع الديني الأعلى الإمام السيستاني (دام ظلّه الوارف) الأخير، بشأن أحداث غزّة وما تحدّث به من كلامٍ هامّ ومصيريّ بشأن محنة غزّة.
ومن مفرداته هنا نقتبس قوله (حفظه الله):
(إن العالم كلّه مدعوّ للوقوف في وجه هذا التوحّش الفظيع، ومنع تمادي قوّات الاحتلال عن تنفيذ مخطّطاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطينيّ المظلوم، إن إنهاء مأساة هذا الشعب الكريم المستمرّة منذ سبع عقود بنيله لحقوقه المشروعة، وإزالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبة هو السبيل الوحيد لإحلال الأمن والسلام في هذه المنطقة، ومن دون ذلك فستستمرّ مقاومة المعتدين).
إنّنا نناشد الأحرار في كلّ العالم وأبناء الأمّة العربيّة والإسلامية وشعوبها الحرّة، إلى التحرّك فوراً وسريعاً من أجل رفع المحنة والألم عن أهلنا بغزّة الصمود والعزّ.
كما نطالب الحكومة العراقية ومجلس النوّاب العراقي من خلال نواب كربلاء، أن يتحرّكوا سريعاً وعلى كافة المستويات، وأن لا يؤخّروا جهداً في نصرة أهلنا في فلسطين وشعبها الصابر الممتحن سياسياً ومادياً ومعنوياً.
هذا وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين، والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين(عليهم السلام).
كتب هذا البيان في قلب كربلاء ومن بين الأسدَينِ السندَينِ الحسينِ والعبّاس(عليهما السلام).
وسيُسلّم إلى مكتب مجلس النوّاب العراقيّ في محافظة كربلاء المقدّسة.