أنين ودموع على ألم الفراق شعراء البحرين يصفون حال المحرومين

59534-100520201845315f7b3f9be1f38.jpg

تاريخ الاضافة: 2020-10-05 18:45:31 | عدد الزيارات:2649

 


كربلاء المقدسة ــ قاسم الحلفي

من البحرين اطلقوا أنينهم وصرخاتهم المدوية على ألم فراق ابي عبد الحسين عليه السلام لانهم منعوا من الزيارة هذا العام بسبب جائحة كورونا، حروف تسطر معاناة اهالي البحرين على لسان شعرائهم، فهم الذين قيل عنهم " لنا شيعة في البحرين لو قطعوهم إربا ما ازدادوا فينا الا حبا".


أنين شاعر
ما ان تبادلنا التحية عبر الهاتف حتى رد علينا الشاعر البحريني محمد الشيخ بسيل من الانين البحريني بالقول: يعد موكب البحرين في كربلاء من أحد أكبر المواكب في موسم الأربعين للحجم البشري الكبير الذي يشارك فيه مما يدل على عشق هذا الشعب للحسين عليه السلام الذي نمت في كل خليّة من بدنه ففاضت عشق  ولاءً لمحمد وآل محمد لانه شعبٌ يبذل الغالي والنفيس طيلة فترة الزيارة والى ليلة 22 صفر، وكذلك يخرج موكب بإسم البحرين من ليلة 16 الى ليلة 22 صفر، ويضيف منتحبا حرمنا من الزيارة،  فقطعت الحسرة انفاسنا وكوى الشوق ارواحنا وقد اخذت الحيرة مكامن العقل لأن الحرمان أشبه بنزعاتِ الروح وسكرات الموت، ونحن أمّةٌ تتنفس الحسين عليه السلام ودون زيارته نختنق،  فقصرت اعمارنا وقلّ حظّنا وأُبعدنا عن ساحة رضا الله ورضا ال البيت فوالله لا نخشى من الجائحة في سبيل الحسين فهو أمان لنا وشفاء وهو موضع استجابة الدعاء، فكانت زيارتي الأولى الى مدينة كربلاء المقدسة عام 2007 والتي أعتبرها سنة ميلادي، فقد قلبت كياني كلّه وروحي وطُرق تفكيري.
منذ تلك السنة وأنا دائم الزيارة في موسم الأربعين والنصف من شعبان .
ورغم اني عاطل عن العمل وهذا سبب يجعل المرء عاجز عن الزيارة إلا أنه لم يكن عائقاً فعليّاً، فكنت أدّخر من مصروفي مبلغاً واضعاً جرّة أجمع بها الأموال في البيت والعجيب في الأمر أنه عند كل زيارة عندما أفتح هذه الجرة يكون المبلغ كافيا لي وكنت أتعجب من هذا الأمر وفي إحدى المرات كان المبلغ لا يوفي سعر تذكرة السفر وكنت حزيناً جدا وتوسّلت بالحسين  وقلت عبدك يريد منك هذه العطية مرّت الأيام والكل شدّ الرحال الى كربلاء وانا الحسرة تأكلني واذا باتصال من شخص يقول هناك متبرع بعددٍ من تذاكر السفر لزيارة الحسين عليه السلام ولك تذكرةٌ منها، صُعقت من فرحتي فحمدت الله على نعمته.

دمع العين كالمطَر
اما مهدي عبدالغني فهو شاب بحراني وشاعر ملهم بالحسين عليه السلام، يعشقه منذ أن تكوّن جنيناً في أحشاء أمه الحسينية، حيث كان يستمع وهو في بطن أمه إلى ناعية الحسين والخطباء في المآتم والحسينيات، حتى أصبح شاعراً حسينيا ملهما في المواكب الحسينية ومنصات الولاء فيقول:
آذانـيَ البعدُ ،، أحـيـا منهُ في كـدَرِ..مولايَ و الشوقُ أدمى محجرَ النظَرِ
أمـوتُ مــوتـاً بـطـيـئـاً كلَّما اقترَبَت..زيارةُ العشقِ في العشرينَ مـن صفَرِ
أنـا الـذي اعـتـادَ أن يـأتـيـكَ في ولَهٍ..فـي كـلِّ عـامٍ و دمْـعُ العينِ كالمطَرِ
وكونه شاعراً، سألناه عمّا يلهمه للكتابة وهو في مسيرة العاشقين فأجاب مهدي: "في الزيارة الاربعينية كل شيء من مظاهرها ملهم فالمضائف ومواكب الخدمة والعتبتين المقدستين وما بينهما وكل ما تهوي وتتوق إليه وعليه عيناك يبعث الالهام، لعلي اذكر موقفا لست انساه ما زلت اذكر تفاصيله رغم سرعته على طرف طريق المشاية، طفل ربما لم يتجاوز الثمان سنوات قد مد يديه الصغيرتين ليعطي الماشين الماء وقتها و من هذه الصورة كتبت شطراً " هنيالك طفل و تخدم الزوار".
أما عن شوق البحريين للزيارة ومنعهم منها فينحب ويجيب: آه و ألف آه ، من الحرمان من زيارة الحسين في الاربعين، الكلمات ثقيلة تخرج والعبارة تخنق النفس، الشوق يجرح القلب، الحنين يدمي العين، جائحة كورونا قتلتنا ونحن أحياء ومحرومون من كربلاء الحسين هذا العام، نسأل الله بالحسين أن، يفرّج عنا وعن الجميع هذا البلاء لنرجع لزيارته جسداً وروحاً، ونحن هنا في البحرين نزور الحسين عليه السلام بأرواحنا وقلوبنا المتشوقة للقباب الطاهرة ولو سألت أي فرد محب لابي عبد الله عليه السلام من الشعب البحراني ستجد الاجابة تفيض من عين المحروم لا من لسانه وكأنهم أغصان أصابها الجفاف وهي تتلهف للماء من يد الحسين عليه السلام.

تطبيق الاذاعة
لأجهزة الآيفون
تطبيق الاذاعة
لأجهزة الأندرويد