اذاعة الروضة/ كربلاء
ابناءٌ يسيرون على نهج ابائهم واجدادهم، استقوا الخدمة الحسينية، وشربوا شعائرها وقدموا ما لديهم طوعا وحبا بإمامهم الحسين (عليه السلام)، هؤلاء هم ابناء كربلاء المقيمون للشعائر العاشورائية في كل عام، قبل حتى ان يهل شهر محرم الحرام بألم وجزع المصاب ولغاية عاشوراء.
والكربلائيون المقيمون للعزاء شهِدَ التاريخ لهم بأن هدفهم تقديم العزاء للرسول الاعظم وآل بيته الطاهرين (عليهم السلام) بذكرى شهادة الامام الحسين (عليه السلام).
ومع تنوع اشكال الخدمة والعزاء، وللغور في بداية تأسيس هذه العزاءات تجول مراسلو مجلة (الاحرار) بين ازقة الاطراف السبعة – المناطق التي تشكل مدينة كربلاء القديمة، وكانت لهم لقاءات صحافية مع كفلاء الاطراف وشعرائها والمؤسسين لها، وقسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية المنظم لكل العزاءات والخدمات الحسينية في العالم.
وكان اول اللقاءات مع الحاج رياض نعمة السلمان رئيس قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العتبتين الحسينية والعباسية، الذي تحدث عن بداية تأسيس قسم الشعائر وبيّن اهميته فقال: تنظيم المواكب والشعائر الحسينية في الماضي كان من خلال الاباء والاجداد حيث كانوا يتخذون من ساحة الامام علي (عليه السلام) مقرا لهم، ومن ثم يجتمعون من اجل ادارة وتنظيم المواكب القادمة من جميع المحافظات العراقية خلال زيارة اربعين الامام الحسين (عليه السلام)، ونحن بدورنا اردنا ان نعيد نفس الروح التي كانت عند اسلافنا، ففي عام 2004م اتخذنا من الساحة المذكورة سلفا مقرا للجنة التنظيمية المتكونة من كبار اطراف مدينة كربلاء المقدسة، وفعلا بدء العمل بتشكيل لجنة سُميت لجنة التنسيق والمتابعة واستمرت لمدة ستة اشهر تقريبا، وتواصلنا مع كفلاء المواكب والهيئات في الموجودة في داخل وخارج مدينة كربلاء المقدسة، وبعد الاستحسان الكبير الذي لاقته اللجنة من قبل الامانتين الحسينية والعباسية المقدستين اللتان بادرتا باحتواء اللجنة لتكون لجنة تنظيم المواكب الحسينية، وبعدها ارتأى اصحاب السماحة والفضيلة في العتبتين المقدستين ان يكون قسم يضاف للأقسام الموجودة لديها، وباسم قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية في العراق والعالم الاسلامي، ينظم أمور كافة المواكب والهيئات في العالم.
طرف المخيم عزاءات ولائية وتشابيه حرق الخيام
لا زال الحديث مع الحاج رياض نعمة السلمان لكنه تحدث الينا هذه المرة بصفة كفيل طرف المخيم الذي يقع جنوب غرب العتبة الحسينية المقدسة فقال: تأسس طرف المخيم سنة 1865م من قبل ثلة خيرة من اجداد اهالي المخيم من بينهم الحاج حمد ال عويد بعده جاء الحاج سلمان ومن ثم الحاج حمودي السلمان ونعمة السلمان وحاليا الحاج رياض نعمة السلمان، وكذلك هناك الكثير من الشخصيات المهمة التي كان لها دور كبير في عزاء المخيم ومنهم: الحاج محمد علو ومهدي كريدي والحاج جابر الصايغ.
وتابع: ما يميز اطراف المدينة هو التسابق للخدمة الحسينية الموجود بين الاطراف ومحاولة كل طرف الخروج بأبهى صورة له لذلك تجد جميع الاطراف تستعد جيدا لهذا الشهر الجلل، مشيرا الى ابرز العشائر التي تنتمي لهذا الطرف تتمثل في عشيرة الِرحيم والمناكيش والكريشات (القريشي) والظويهر، مضيفا ان موكب الطرف العزائي يبدأ بالنزول من يوم (3 ـ 10) من شهر محرم، اضافة الى تشابيه حرق الخيام والتي تبدأ ظهيرة عاشوراء، كذلك موكب عزاء السبع والذي يقام عصر عاشوراء قبل نزول موكب شامي غريبو، ونوه السلمان عن ابرز الشعراء والرواديد الذين كتبوا للطرف منهم الشيخ حسين فروخي والشاعر محمد ابو خُمرة والرادود عبد الامير الترجمان والحاج جاسم الكلكاوي وعزيز الكلكاوي، وبعد ان توقف العزاء من سنة 1974م الى سنة 2004م بسبب اضطهاد الحكم البائد في ذلك الوقت رجع الطرف الى سابق عهده وقرأ له كل من الملا ثامر العارضي والسيد حمودي الموسوي والسيد سعدون الموسوي وحاليا الرادود علي ابو لحمة، اما الشعراء فكانوا كل من المرحوم كاظم منظور الكربلائي والمرحوم محمد حمزة الكربلائي، وفي الوقت الحالي توجد لجنة لكتابة مستهلات العزاء تتألف من (الشاعر كرار حسين الكربلائي والسيد اياد القصاب وناظم الخيكاني والحاج مهدي هلال).
واوضح السلمان: ما يميز منطقة المخيم في مدينة كربلاء المقدسة موقعها بين قبلة الامام الحسين (عليه السلام) والتل الزينبي والمخيم الحسيني، وثانيا كان الكثير من مراجع الدين العظام يقنطون فيها كالسيد محسن الحكيم والسيد مرتضى الطباطبائي والشيخ محمد المازندراني والسادة القزاونة والسادة الشهرستانية والشيخ العلامة محمد الخطيب، واضافة الى معالمها الدينية كانت مدرسة السيد الشيرازي ولليوم، وكذلك مدرسة الخطيب الدينية التي تعتبر اول مدرسة دينية في الشرق الاوسط بحسب ما موجود في منظمة اليونسكو.
عزاء باب الطاق يدا واحدة لاطمه ويدا واحدة للخدمة الحسينية
وبين ازقة طرف اخر امتاز بـ(طاكاته) التي يزيد عمرها على المائة عام ومن جهة الغرب وغرب شمال العتبة الحسينية لا تزال منطقة باب الطاق بآثارها الدينية وبيوتات العلماء وعوائلها عامرة، هذا ما حدثنا عنه السيد جواد الخطيب كفيل جمهور طرف باب الطاق، والذي اضاف: تأسس عزاء طرف باب الطاق عام 1885 ميلادية على ايدي شخصيات وسادات وعوائل عريقة وعلماء اجلاء من سكنة منطقة باب الطاق، لافتا الى ان تكية طرف باب الطاق كانت داخل الحرم وتحديداً عند باب السدرة من الداخل، وكان ابناء الطرف يقيمون المأتم داخل الصحن الحسيني.
واوضح الخطيب ان في عام 1885 انطلق العزاء الى خارج الحرم الحسيني بمجاميع (جوقات) عزائية ومن ابرز السادة في عزاء الطرف كانوا السادة ال ثابت، وال قفطون، وال الخطيب وال طعمة، وال الشهرستاني، كذلك من ابرز عشائر الطرف ال زنكي الأسديين، وال سعد، والخفاجيين، ممثلا هذا التشكيل السكاني لمنطقة باب الطاق بباقة ورد.
وذكر الخطيب ان من الشخصيات البارزة فترة السبعينيات ممن ترك بصمة كبيرة في عزاء الطرف السيد عزي ال ثابت والسيد هادي ال طعمة والسيد كاظم القاري، والحاج المرحوم ابراهيم زنكي والحاج نعمة العبد والمرحوم المختار وكفيل عزاء طرف باب الطاق هويدي جار الله السعدي والمرحوم الحاج عبد الشلاه ابو قاسم كفيل العزاء وبعد ذلك الاستاذ حميد هادي السعدي بكفالة عزاء الطرف لما يناهز 15 سنة.
ونوه الخطيب عن تميز الطرف بمعالمه الدينية وطاكاته كطاق الزعفران وطاق بني سعد وطاق النواب، وكذلك دواوينه كديوان بني سعد وديوان ال ثابت فضلاً عن احتواءه على المدارس الدينية كالمدرسة الهندية التي تبنت عمارتها العتبة الحسينية المقدسة مشكورة وكذلك مدرسة الخطيب، وبيّن ان من اشهر رواديد الطرف قديماً الملا عبد الأمير ترجمان والمرحوم الملا حمزة الصغير اما شعرائها فمنهم الشاعر المرحوم سليم البياتي والشاعر المرحوم كاظم البنا الخفاجي والد شاعر الطرف الحالي الاستاذ الاديب رضا الخفاجي والذي يتكفل بكتابة ردات العزاء وشاعرنا بشهادة شعراء كربلائيين وعراقيين من ارقى وألمع شعراء القريض في فضاء الشعر الحسيني، اما ممن قرأ للطرف مؤخرا فهم كل من قيس القندرجي والسيد حيدر العميدي.
واود ان انوه الى شيء مهم ان طرف باب الطاق قد تحول الى جمهور طرف باب الطاق ليشكل مع باقي هيئات الطرف فسيفساء حسينية مخلصة بخدمتها وعزاءاها لآل البيت (عليهم السلام).
طرف باب السلالمة عذوبة رداتـــه الحسينية تحاكي ضخامة مجاميعه العزائية
وجهة الاحرار كانت في طرف يتميز هو الاخر بمزارات أهل البيت (عليهم السلام) وبين مقام وقفة الامام الحسين (عليه السلام) مع اللعين عمر بن سعد ومقام استشهاد علي الاكبر (عليه السلام) ومقام استشهاد عبد الله الرضيع ومقام الإمام الحجة المنتظر حيث محلة باب السلالمة الكبيرة بعدد سكانها وعزاءها الحسيني حيث يسمي الكثير من الحسينيين عزاءها بعزاء (سليمة) نظراً لكثرة العشائر التي تقطن في هذا الطرف، وانضمام سكنة البساتين في منطقة البوبيات ولغاية الحر الصغير تقريباً، وعكد زناد، وبساتين الهيابي وشارع الشيخ الوائلي حالياً، ومنطقة الودي..
وعن هذا الطرف التقت الاحرار بشاعر طرف باب السلالمة عبد الرسول حسن الخفاجي حيث قال: ان تأسيس عزاء الاطراف في مدينة كربلاء المقدسة يعتبر من اولويات المدينة، ولا احد يستطيع ان يثبت تاريخ هذه الاطراف، لكننا نستطيع الحديث عن تاريخ تأسيس مواكب هذه الاطراف، حيث ان مركز المدينة او ما يعرف بالمدينة القديمة يتكون من سبعة اطراف وهم كل من طرف: (المخيم، باب الطاق، باب السلالمة، باب بغداد، باب الخان، باب النجف، العباسية).
واضاف الخفاجي: عزاء طرف باب السلالمة تأسس سنة 1864م وكان اهل الطرف يستنفرون كامل طاقاتهم استقبالا لشهر المحرم فتجد الشباب قبل الكبار يعملون على تهيئة الاجواء الحسينية في بيوتاتهم وبعض الازقة.
وتحدث الخفاجي ان الطرف يتكون من سبعة هيئات، وكل هيأة لها الحرية بتقديم خدماتها للزائرين، ولكن في عزاء الطرف يخرج الجميع باسم الطرف وتنضوي جميع الهيئات تحت لوائه وهذا هو من اهم اسباب تماسك العزاء، اما الهيئات فهي: (هيئة القاسم, هيئة شباب السدرة, هيئة غريب طوس, هيئة غريب كربلاء, هيئة علي الكرار, هيئة شباب المنتظر)، كما إن تكية الطرف الرئيسية تنصب في شارع الامام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه)، اما الشخصيات التي كانت كفيلةً للطرف في السابق هو المرحوم سلطان ابو الهر ومن ثم انتقلت الكفالة الى المرحوم عليوي حسن المختار وبعدها انتقلت الكفالة الى عشيرة البو شهيب تحديداً بيد المرحوم مشعل السلطان (رحمه الله) عليه لغاية سنة 1975م وفي ذلك التاريخ بدأت سلطات البعث تضايق المواكب وتتدخل فيها وتحددها تمهيداً لمنعها، بعدها تحولت الكفالة إلى الحاج عباس علوان الهر، وهو لا زال يتشرف بخدمة الطرف منذ ذلك التاريخ.
جدير بالذكر ان طرف باب السلالمة يضم ستة عشائر هم بني سعد والوزون وآل بو شهيب وخفاجة والنصاروة والسلامين، اما مشاهير الشعراء والرواديد في طرف هم المرحوم كاظم المنظور كان ينظم الشعر ويعطي الردات لكل الاطراف وكذلك الشاعر المرحوم حمزة السماك والاستاذ الشاعر محمد زمان الكربلائي والشاعر سعيد الهر والشاعر الاستاذ رسول الخفاجي.
عزاء باب بغداد لم تثنه التفجيرات عن الانقطاع بل زادته اصرارا لتقديم الافضل
وبعد ان تنتهي من التجول في باب السلالمة والى جهة الشرق منها حيث محلة باب بغداد بوابة كربلاء القديمة للقادم من العاصمة، وباب بغداد شمال العتبة العباسية المقدسة وهي تقع الى شمال شرق العتبة الحسينية، وتناقلت الأخبار بأن الموكب أسس في سنة (1304هـ 1886م)، وبقي على نهجه إلى يومنا هذ..
وكان الحديث عن عزاء هذا الطرف وتاريخه مع الحاج مهدي المصور الذي ينوب عن الحاج قاسم عباس العواد وكيل طرف باب بغداد فقال: تأسس عزاء هذا الطرف سنة 1886م واستمر الموكب بتأدية المراسيم الى نهاية السبعينات عندما منع النظام المواكب.. وبعد سقوط النظام استطاع ابناء هذا الطرف ان يعيدوا للطرف الشعائر الحسينية بصورة ابهى مما كانت عليه سابقاً.
وتابع المصور كل بيوتات باب بغداد تشارك في هذا الطرف من آل عواد و آل شمطوا و آل كماز الى الوزون والسادة من ال ضياء الدين وال طعمة والشالجية من سكنة باب بغداد حيث استمروا على النهج الحسيني من الاباء الى الابناء.
ولعل ما يميز هذا الطرف هو التكية التي تزدان بالإنارة وبطريقة هندسة وديكور عرض الثريات كذلك عزاء باب بغداد ورداته العاشورائية، حيث تم اعادة تشكيل هذه التكية على حلتها الزهية هذه بعدما تعرضت للتفجير الغاشم قبل سنوات ذهب ضحيته عشرات المعزين من الزائرين وابناء الطرف.
واشار المصور الى ان شاعر طرف باب بغداد من الأربعينات الى الستينات كان الشيخ كريم ابو محفوظ ومن ثم استلمها ابنه الشيخ محفوظ ومن ثم الشيخ كميل الى ان منعت الشعائر.. اما الرواديد فملا عبود الاموي والسيد كريم العرداوي.
طرف باب الخان عزاء لم يعرف الانقطاع وقدم ضحاياه نصرة للشعائر الحسينية
والى الجنوب الشرقي من العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين حيث طرف باب الخان الشهير بخاناته واسواقه ومعالمه الدينية لكفي ابي الفضل (عليه السلام) وكذلك مزار ابن الحمزة الذي يعود نسبه الى العباس بن علي (عليهما السلام) حدثنا عن عزاءه وتأسيسه خادم الحسين كاظم جواد الصفار كفيل هيأة شباب العباس قائلا: تجتهد الهيئات في كل الاطراف وتتسابق الى شرف الخدمة الحسينية وشهدنا هذا من اسلافنا ونقلوه لنا ابائنا وعلى الخصوص في محلة باب الخان وقت كان المرحوم عباس خميّس في الاوائل في الخمسينات من القرن المنصرم وكان وقتها هناك هيأة الفاضلية ثم تشكل عزاء طرف باب الخان.
وارجع الصفار عمر عزاء طرف باب الخان الى 1842م من حيث القِدم لكن تشكل في عام 1953م بعد ما توسعت آفاق الخدمة الحسينية وانبرت مجموعة خيّرة لتأسيس عزاء الطرف بمجاميعه المعزية، ثم تشكلت في الطرف هيئات اخرى كهيأة الفسحة والشُبان، أما هيأة الفاضلية حسب المعلومات عمرها قرابة من 200 عام، ومقرها الرئيس كان في العتبة العباسية وما زالت في نفس المكان، ومن الكفلاء الاوائل لهيأة الفاضلية هو سيد حسين الطرش ومن ثم حسين بربر ثم استلموها السادة في الطرف مثل السيد هاشم نصيف وعبد الامير كيشوان والحاج قاسم كيشوان وغيرهم الى ان وصلت الى الشيخ عبد علي الحميري.
وتابع الصفار ان من الشعراء القدامى خاصة لطرف باب الخان كاظم منظور الكربلائي ومهدي الاموي ومحمد اموري الاموي وغيرهم، أما الرواديد فمنهم المرحوم حمزة الزغير والمرحوم محمد حمزة الكربلائي والمرحوم صادق ملك والملا حمودي عصفور والملا سيد ابراهيم الطويل.
وتابع ان من كبار محلة باب الخان كمحمد علي وملا موسى هؤلاء حضروا في ثورة العشرين والحاج رشيد الحميري وكاظم المشكور، كما تم ابعاد الكثير من المشاركين الى عين التمر والموصل من قبل النظام البائد، وزاد الصفار كنا نقيم مجالس العزاء إبان النظام البعثي بالخفاء، تجنبا من جلاوزة البعث الصدامي، وهذا هو عهدنا لن نترك شعائرنا ونعلمها ابناءنا ونوصيهم بتعليمها لأحفادنا فهي شهادة الغفران والعبور ان شاء الله.
باب النجف طرف انبثقت منه العديد من المواكب التاريخية
والى جنوب العتبتين المقدستين يقع طرف باب النجف من الأطراف التي تتوسط مركز المدينة القديمة لذا فهو يتوسط ستة أطراف.
وقد أسس هذا الطرف أسوة بالأطراف الأخرى موكب عزاءه عام 1838م وحمل اسم موكب عزاء طرف باب النجف، وكان الطرف يحتوي على العديد من الأسواق القديمة ما زال البعض منها موجودا لحد الآن، وهي: سوق العلاوي، وسوق العرب، وسوق (الخفافين)، وسوق الصفارين، وسوق الخياطين، وشارع الإمام علي(عليه السلام) الذي يحتوى على الكثير من المحلات التجارية، وهذا الأمر حدا بالكثير من الذين ينتمون إلى هذا الطرف أن يؤسسوا مواكب تحمل اسم مهنهم، وهي الآن من المواكب التاريخية.
ومن المواكب التاريخية التي تقع ضمن طرف باب النجف هي: (موكب البلوش، والصفارين، والقندرجية، وهيئة الرياحي).
وارتبط موكب عزاء طرف باب النجف بعدد من الأسماء الكربلائية، ومنهم الحاج فالح البقال (رحمه الله) الذي كان يتكفل بتنظيم الموكب، والحاج عزيز الكلكاوي الذي يعد من الشخصيات البارزة في المدينة فهو أحد شعرائها ورواديدها، وكذلك المرحوم الشيخ هادي الكربلائي والمرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي والشيخ ضياء الدين الزبيدي.
وكان طرف باب النجف يشهد قراءة المقتل الحسيني من قبل المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي الكربلائي، أما شعراءه ورواديده فهم: المرحوم الشيخ عبد الكريم أبو محفوظ شاعر ورادود ومعلم قرآني، والشاعر كفاح النصراوي، والشاعر هيثم سعودي، والشاعر علاء عوينات، والملا السيد حسن والسيد حسين طعمة، وكفيله الحاج فاضل ابو دكة.
جمهور طرف العباسية عزاء يشتهر بالمناشدات والدعوة لإقامة العدل وتشخيص العلل
اخر الاطراف ومن اكبر عزاءتها يقع في منطقة العباسية الواقعة على امتداد باب النجف وباب الخان من جهة الجنوب، حدثنا عنه الحاج حامد كاظم الوزني كفيل الطرف: جمهور طرف العباسية من اكبر الأطراف الموجودة في محافظة كربلاء المقدسة تأسس سنة 1888 ميلادية، وفي سنة 1919 الشيوخ والشباب كانوا يتجمعون في البيوت يؤدون مراسيم عاشوراء، وفي سنة 1921 نصبت اول تكية في شارع العباس الراجة مقابل مقهى الزوراء الأن وفي سنة 1928 خرج عزاء الطرف اول عزاء منظم وفي ذلك العهد كان الكفيل المختار الملا علي وفي سنة 1932 كان كفيل العزاء الملا حيدر، وتلاه الملا علي الصليخي ومن ثم رستم علي، وبعده حمزة المختار وفي الخمسينيات استلم والدي الحاج كاظم العبيس الوزني كفالة العزاء ومن ثم بعده الحاج العم ميري العبيس رحم الله.
وبيّن العبيس: فيما يخص ردات الطرف منذ عام 1941 كان الردة على الحكومة والنازية، وعزائنا ليس له شأن سياسي كما هو مفهوم؛ انما هو دعوة ومطالبة بحقوق الضعفاء والشعب المضطهد، ورداتنا تحاكي الواقع.
وذكر عبيس شعراء الطرف منذ عام 1959 الى الان كالشاعر عبد الزهرة الشرطي ورضا النجار وعبد علي الخاجي، وبعد عام 2003 كان الشاعر مهدي هلال الكربلائي والسيد حسن الحسيني وزهير الشافعي وفراس الأسدي وعودة ضاحي التميمي هم فسيفساء الكلمة الحرة، أما الرواديد الذين قرأوا للطرف هم كل من الملا حسين الزغير وكاظم الوزني والسيد حمودي عصفور والملا علي يوسف الكربلائي والملا بسام يوسف.
جدير بالذكر ان مواكب الاطراف تمتلك أدوات التعبير الخاصة بإحياء المناسبة، كالهودج وقبة القاسم (عليه السلام)، كما اعتاد المعزون ان يتصدر عزاءهم السادة ووجهاء الطرف لإلقاء التحية والسلام على آل البيت (عليهم السلام)، اضافة الى نصب التكايا وتوزيعها في شوارع وازقة كل طرف بعد تزينها بالإنارة هو تعبير فلكلوري لاستقبال وفد الامام الحسين (عليه السلام) في كل عام، حيث يعلم الجميع انه (عليه السلام) واهله وانصاره دخلوا ارض كربلاء ولم يكن يقطنها احد، لذا اعتاد الكربلائيون كما هو معهود عند العشائر العربية باستقبال الملوك او كبار الشيوخ بالورود والمشاعل والقناديل ترحيبا بهم، ومع تطور الزمن ودخول التكنلوجيا والكهرباء وظفها الكربلائيون في رمزية هذا الاستقبال البهي.
اعد الملف: حسين النعمة/ ضياء الاسدي/ حسنين الزكروطي
<!-- [if gte mso 9]>