أعلنت الحكومة العراقية غدا الخميس عطلة رسمية في العاصمة بغداد لمناسبة استشهاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام التي توافق الثامن من الشهر الحالي والتي يتوقع ان يشارك فيها اكثر من مليون شخص يقصدون منطقة الكاظمية المقدسة التي تقع بضواحي بغداد الشمالية سيرًا على الأقدام . وقال الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي ان قيادة عمليات بغداد اصدرت تعليمات امنية منعت بموجبها حمل الأسلحة بكل أنواعها وكذلك صور الشخصيات السياسية والدينية وعدم تناول الأطعمة والاشربة إلا من الأماكن المخصصة اثناء أداء مراسيم الزيارة. واوضح ان التعليمات تضمنت ايضا منع حركة الدراجات داخل منطقة الكاظمية ومنع استخدام العصي ورشاشات المياه وعدم تصديق الإشاعات المغرضة والإبلاغ عن العناصر المشبوهة فضلاً عن ضرورة التوافد إلى مدينة الكاظمية بأوقات متفاوتة منعًا للزحام. وأشار إلى ان القيادة أتمت الخطة الأمنية حيث سيكون هناك غطاء جوي لحماية الزائرين محذرًا في الوقت ذاته من ان يستغل الإرهابيون أية فرصة لاستهداف المشاركين . وقد تم وضع خطة لحماية الزائرين جوًّا بوساطة طائرات عراقية وإسناد اميركي وبانتشار واسع في جميع مناطق بغداد من خلال أربع فرق عسكرية وفرقتين من الشرطة الاتحادية، إضافة إلى فرقتين للشرطة المحلية والوكالات الاستخباراتية بتعداد 30 الف عسكري . كما تم ضرب طوق امني حول مدينة الكاظمية لمنع دخول أي مركبة اليها على أن يسمح للزائرين فقط بدخولها سيرًا على الأقدام . وكان جسر الائمة الذي يربط منطقتي الكاظمية والاعظمية على ضفتي نهر دجة قد شهد في آب (اغسطس) من عام 2005 غرق أكثر من ألف شخص من زائري الأمام الكاظم بينهم نساء وأطفال نتيجة للتدافع الشديد بعد انتشار إشاعة بوجود مفجر انتحاري مما أثار الذعر بين الزائرين, وقد لاحظ مراقبون ان الاستعدادات الأمنية هذه المرة تختلف تمامًا عما كانت عليه سابقًا في مثل هذه المناسبات خشية أن تتحول المسيرات الراجلة إلى تظاهرات للتنديد بالحكومة مثلما حدث أخيرًا في عدد من المحافظات العراقية احتجاجًا على نقص الخدمات وسوء تجهيز الطاقة الكهربائية . وكشفت مصادر امنية عن تلقيها معلومات عن أستعداد بعض الأطراف السياسية لاستغلال هذه المناسبة لزعزعة الأمن على خلفية الفراغ السياسي الحالي في غياب تشكيل حكومة جديدة وخصوصًا بعد تحديد ضوابط رسمية لتنظيم التظاهرات, للحصول على موافقات رسمية من وزارة الداخلية وادارات المحافظات في انحاء البلاد . كما اعلنت أمانة بغداد اكمال إستعداداتها لخدمة الزائرين الوافدين وقالت في بيان انها خصصت سرادقات ضمن قواطع سبعة دوائر بلدية لخدمة الزائرين تم نصبها على طول الطريق المؤدي الى العتبة المقدسة فضلاً عن تأهيل خطوط وشبكات الصرف الصحي و شبكات الأمطار وإدامة عدد من الأرصفة والشوارع وازالة التجاوزات الحاصلة حول العتبة الكاظمية المقدسة لتسهيل حركة وتنقل الزائرين لاسيما بعد أن أطلق أمين بغداد تخصيصات مالية اضافية لدعم الجهد الخدمي ومضاعفته لمدينة الكاظمية المقدسة. ومن جهته اشار محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق انه تمت تهيئة قطارين و520 حافلة لنقل الزوار بهذه المناسبة، فيما كثفت أمانة بغداد من استحضاراتها الخدمية لإحياء المناسبة، وخصصت 80 سيارة حوضية لنقل مياه الشرب للزائرين. وقال أن وزارة النقل هيأت من جانبها قطارين يوميا من منطقةالعلاوي الى مدينةالكاظمية وخصصت 420 حافلة لنقل الزوار اضافة الى 100 حافلة من محافظة بغداد فيما هيأت وزارة التجارة 300 شاحنة للغرض نفسه. واوضح انه تم اغلاق 108 فنادق و77 خانا طيلة مدة الزيارة لاسباب امنية كما تم تعيين 500 امرأة كمفتشة للنساء وذلك للاسراع بدخول الزائرين . واشار الى أن الخطة الأمنية الشاملة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الكاظم وضعت وبالتنسيق مع وزارات الدفاع والداخلية والنقل والتجارة والصحة . اما وزير الصحة صالح الحسناوي فقد اعلن ان وزارته قد استكملت جميــع المستلزمات الصحية والطبية لانجاح الزيارة. وقال ان الوزارة نصبت فرقًا صحية ثابتة إضافة إلى فرق أخرى جوالة تنتقل بين وفــود الزائرين إلى مدينة الكاظمية المقدسة .