في الوقت الذي تتصاعد فيه نسب الإصابات بفيروس كورونا منذرةً بموجةٍ ثانية من الجائحة قد تكون اقسى من الاولى، وقد أشارت بياناتنا المتكررة طيلة الأيام الماضية محذرةً المواطنين من الاستمرار بالتهاون بالاجراءات الوقائية، الا انه وللاسف الشديد أصبح عدم الالتزام والتهاون يمثل ظاهرة عامة أتسعت لتشمل التجمعات النخبوية والرسمية والمؤتمرات الجماهيرية والنقابية والاحتفالات الكبيرة بدون الالتفات الى خطورة تلك التجمعات على أتساع التفشي الوبائي و تبعاته الخطيرة على صحة المواطنين.
ومن مسؤوليتنا الوطنية و مهامنا بموجب قانون الصحة العامة النافذ نكرر تحذيرنا للمواطنين كافة والمؤسسات الرسمية والنخب المثقفة والاعلامية في بلدنا الحبيب بالالتزام التام بالاجراءات الوقائية وعدم اقامة اي تجمعات بشرية مهما كانت دواعيها اذ ان الوضع الوبائي بات خطيرا ويحتمل استمرار تصاعد الاصابات فيما اذا استمر التهاون بالاجراءات الوقائية وعدم الاصغاء للبيانات التي تصدر من وزارة الصحة وقرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية.
وتؤكد وزارة الصحة بانها اعدت حزمة من الاجراءات الوقائية التي تساعد في قطع سلسلة انتقال العدوى وتقليل نسب الاصابات اذا تم الالتزام بها، وفي حال استمرت الاصابات بالارتفاع نتيجة لعدم تنفيذ هذه الاجراءات ستضطر وزارة الصحة للتوصية بالحظر الصحي الشامل والغلق التام لكل مرافق الحياة الحيوية ذات التجمعات البشرية لحماية النظام الصحي من الاخفاق في استيعاب العدد المتزايد من الاصابات والوفيات وحماية المواطنين من تبعات الجائحة.
ان مسؤولية السيطرة على هذا الوباء ليست مسؤولية وزارة الصحة وحدها بل مسؤولية الجميع وان الالتزام بالاجراءات الوقائية لهو الطريق الاقصر للسيطرة على الوباء.
ولطمأنة شعبنا الابي فان وزارة الصحة اكملت كل الاستعدادات اللازمة لمواجهة الموجة الثانية من الوباء وذلك بتعزيز قدراتها العلاجية والتشخيصية لذا تهيب بالمواطنين الكرام الاسراع الى مراجعة مؤسساتنا الصحية في حال ظهور اعراض مرض الكورونا وعدم التاخير حتى لا تتفاقم الحالة وعندها يصعب انقاذها.
نكرر دعوتنا للقنوات الاعلامية والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني ورؤساء العشائر للمشاركة الفاعلة وتحمل مسؤولياتها الوطنية والشرعية لحث المواطنين للالتزام بالاجراءات الوقائية.
نتقدم بالشكر والامتنان لكافة الكوادر الطبية والصحية و الادارية من افراد جيشنا الابيض البطل وهم يواجهون هذا الوباء الوبيل ويقدمون الخدمات الصحية للمرضى الراقدين في اصعب الظروف ونؤكد على الاستعداد والجاهزية التامة لتقديم كافة الخدمات للمواطنين الكرام والمرضى الاعزاء.
كما نتقدم بالشكر لكل الجهات الداعمة لجهود وزارة الصحة وهي تقارع هذه الجائحة العالمية الخطيرة و نتمنى على الجميع تمكين وزارتنا من القيام بدورها الوطني من خلال كافة اشكال الدعم المادي والمعنوي للتصدي للجائحة.
الرحمة والغفران لشهداء جيشنا الابيض البطل
حمى الله العراق وشعبه من كل سوء
وزارة الصحة والبيئة