توصلت دراسة علمية جديدة أجريت على أكثر من مليوني طفل من خمسة بلدان مختلفة إلى أن العوامل الوراثية لها الدور الأكبر في الأطفال المصابين بالتوحد، لكنها وجدت أن البيئة لها دور في ذلك أيضًا.
وكشفت المتخصص في الطب النفسي للأطفال والمراهقين الدكتورة شذى العوادي مديرة اكاديمية السبطين للتوحد واضطرابات النمو التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، لموقع إذاعة الروضة الحسينية، ان أسباب المرض وراثية وبيئية، والتي قد تكون في عائلة الأب أو الأم في الأجيال القديمة، وترتبط هذه الجينات بعدة اضطرابات أخرى مثل اضطراب فرط النشاط، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتأخر الكلام او التلعثم، وغيرها، وفيما يتعلق بالأسباب البيئية، تنقسم إلى أسباب ما قبل الحمل، وأسباب أثناء الحمل، وأسباب أثناء الولادة وما بعدها، مبينة بان أسباب ما قبل الحمل هي الأمراض التي تصاب بها الام والهرمونات التي تتناولها، خاصة خلال الفترة الحمل، او يصاب الطفل أثناء الولادة او الإجهاض، وغيرهما، والفيروس الذي تصاب به الأم، مثل داء القطط (Toxoplasmosis)، وغيرها أثناء فترة الولادة الصعبة، او تعرض الطفل لنقص الأوكسجين أثناء الولادة او بعدها، على سبيل المثال، الإصابة باليرقان والتشنجات الحرارية وغيرها من الأسباب، يتم الجمع بين هذه الأسباب والأسباب الكامنة، والتي تؤدي إلى ظهور اضطراب طيف التوحد.
وعن انواع الاضطراب، بين الدكتورة شذى العوادي، ان لكل اضطراب حالته الخاصة ودرجاته من الاضطراب الخفيف والمتوسط والشديد، إذا كان هذا الاضطراب مصحوبًا باضطرابات أخرى، مثل الذكاء المحدود واضطراب فرط النشاط والتشتت والقلق واضطراب الوسواس القهري وما إلى ذلك، وكل طفل له خاصية، ولهذا يسمى اضطراب طيف التوحد (Spectrum)، مثل الطيف الشمسي، فهو يختلف من طفل لآخر، ونفس الطفل يختلف في مراحل حياته.
اما فيما يخص العلاج، أكدت الدكتورة شذى العوادي الى عدم وجود علاج دوائي لهذا المرض، ولكنه يعتمد على التدريب ما لم يترافق معه اضطرابات أخرى مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وفرط الحركة، وفي هذه الحالة قد نحتاج إلى بعض العلاجات الدوائية البسيطة التي تقلل من حركة الطفل وتزيد من انتباهه حيث يحتاج فقط إلى التدريب، وكذلك يعتمد أيضا على مدى قبول الطفل لهذه التدريبات ومدى حساسيته واستجابته إضافة الى مساعدة ذويه له اثناء القيام بالواجبات المعدة له من قبل الطبيب المختص.
وأوضحت العوادي، ان المصاب يعاني من عدة مشاكل ويحتاج أحيانًا إلى علاج انشغالي، ومهارات حركية حسية جسيمة وثانوية، ويكون لدى الطفل التوحدي إما إحساس مرتفع أو إحساس منخفض، وأحيانًا يكون طبيعيًا، ويتم التعامل مع هذا من خلال الغرف الحسية، والعلاج الانشغالي، مبينة، ان هناك علاج وظيفي وعلاج سلوكي وتدريب، حيث يعالج فريق العلاج السلوكي حالات التهيج والأفعال غير المقبولة لدى الأطفال، أو فيما يتعلق بالعلاج الوظيفي، تتم إضافة المهارات الحركية الرئيسية والثانوية والإحساس وغيرها إلى البرنامج الرئيسي "ايبلز" (Ablls)
تحرير: ايمن فلاح