110453592.jpg
أثمرت اتفاقية للتعاون الثقافي القرآني وتأسيس جمعية للصداقة بين الشعبين المسلميَن العراقي والإندونيسي من خلال فعاليات قرآنية قامت بها العتبة الحسينية المقدسة بافتتاح السفارة الإندونيسية في العراق. بحسب مسؤول دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية
وقال الشيخ حسن المنصوري في تصريح خصه لموقع نون اليوم الجمعة، ان "أولى الخطوات لهذه المساعي الطيبة جاءت بعد مشاركة وفد من دار القرآن الكريم متمثلاً بالحافظيَن الموهوبيَن (منتظر ومحمد باقر المنصوري) في إحياء العديد من الأمسيات القرآنية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا في شهر رمضان المبارك لعام 1431 هـ، وذلك في العديد من المؤسسات القرآنية والمساجد الكبيرة كمسجد الاستقلال أكبر المساجد في جنوب شرق آسيا ومؤسسة آل البيت وجامع المهدي.
واضاف\ "قمنا بإجراء لقاءات مع عدد من العلماء والمسؤولين وتم خلالها توجيه دعوة لزيارة العتبات المقدسة في العراق وتمت الاستجابة لهذه الدعوة، حيث توجّه وفد علمائي يضم رئيس مجلس العلماء الإندونيسي إلى العراق ووقع خلال الزيارة اتفاقية للتعاون الثقافي القرآني مع العتبة الحسينية المطهرة.
110454201.jpg
وتابع المنصوري، "ومن خلال هذه الزيارات اسسنا جمعية للصداقة بين الشعبين المسلمين"، مشيراً إلى إن "وفد علماء إندونيسيا عبر عن شكره لحسن الضيافة وإعجابه بالانفتاح الفكري والحالة الأمنية المستقرة في العراق مما دفعهم إلى عقد هذه الاتفاقية الثقافية خاصة في مجال علوم القرآن الكريم، وتكللها بافتتاح السفارة الإندونيسية في العراق.
وعن الاتفاقية التي تم توقيعها يوم (31/12/2010م) بين مجلس العلماء الإندونيسي (السلطة الدينية العليا) والشيخ عبد المهدي الكربلائي الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، أوضح مسؤول دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية بأنه "تطبيقاً للمنهج القرآني في تعميق التواصل الحضاري والإنساني بين جميع شعوب العالم وإيماناً بما يمتلكه العراق من مؤهلات حضارية للنهوض والتقدّم ومن خلال زيارة وفد مجلس العلماء الإندونيسي تم الاتفاق مع دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة على تأسيس مشروع ثقافي للتعاون المشترك.
وتابع "تتضمن هذه الاتفاقية على تعميق أواصر التعاون والتواصل بين الشعبين المسلمين العراقي والإندونيسي والتأكيد على الجانب الثقافي والديني خاصة في مجال علوم القرآن الكريم.
وعن بنود اتفاقية التعاون، أشار المنصوري إلى أنها "تضم تشكيل لجنة لتقديم دراسة حول وضع مقترحات لتفعيل الاتفاق، وتبادل الزيارات بين الطرفين والتنسيق لإقامة نشاطات قرآنية مشتركة، إضافة إلى توسيع التعاون ليشمل التعرف على تاريخ وحضارة البلدين المسلمين، والحرص على إقامة محافل قرآنية مشتركة بين قراء وحفاظ البلدين، وفتح دورات قرآنية تخصصية للطلبة الإندونيسيين الراغبين بذلك في دار القرآن الكريم في الحرم المقدس للإمام الحسين عليه السلام.
ويذكر أن مجلس العلماء الإندونيسي يعد أعلى هيئة إسلامية في إندونيسيا، ومن مهامها إصدار الفتاوى وتقديم الدراسات المتعلقة بحياة المجتمع ونظر الإسلام للمشاكل التي يعاني منها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والديني، وقد ضم الوفد المتمثل عن مجلس العلماء أثناء زيارته إلى العتبة الحسينية وعقده للاتفاقية كل من (الدكتور عمر شهاب رئيس المجلس والأستاذ سلامت أفندي نائب رئيس نهضة العلماء والأستاذ محي الدين جنيدي مسؤول التعاون والعلاقات الخارجية في المجلس، والحاج مبارك رئيس مجلس إدارة مسجد الاستقلال (أكبر المساجد في منطقة شرق آسيا) وكذلك السيد علي العطاء، إضافة إلى السيد فارس الحسيني مدير مؤسسة آل البيت عليهم السلام في جاكرتا.
110454413.jpg
وجواباً على كتاب وزارة الخارجية العراقية التي أشادت بهذا الإنجاز الكبير للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، فقد قامت بدورها بإبلاغ الرئاسات العراقية الثلاث؛ ووزارتي الثقافة والخارجية إضافة إلى ديوان الوقف الشيعي؛ بالاتفاقية القرآنية وآفاقها المستقبلية، حيث تمت الإشارة إلى أن هذه الاتفاقية جاءت بثمارها على مختلف الأصعدة الثقافية والسياسية والاقتصادية لتعيد العراق بلد الحضارات والرسالات إلى مكانته الشامخة بين بلدان العالم الإسلامي.
واوضح الشيخ عبد الامير المنصوري ان "الأمانة العامة للعتبة المطهرة عملت إيماناً منها وانطلاق من حرم الإمام الحسين (عليه السلام) بإبراز دور العراق وما يمتلكه من المواهب والقدرات الكبيرة، حيث أبدت اهتماماً كبيراً في تطوير الواقع القرآني في العراق والعالم الإسلامي ومساهمة منها في احتضان الطاقات القرآنية والعمل على توجيه مواهبهم وتطويرها في خدمة كتاب الله العزيز انطلاقاً من الحرم المقدس للإمام الحسين (عليه السلام) لتقديم المزيد من العطاء؛ كمشروع الألف حافظ للقرآن في العراق والدورات التخصصية لتأهيل معلمي ومعلمات القرآن والمشروع القرآني في الجامعات والدورات القرآنية في السجون الإصلاحية والمشاركات في المسابقات القرآنية والمعارض الدولية حيث كان آخرها المشاركة في المعرض القرآني الثامن عشر في طهران وحصول العراق ممثلاً بنشاطات دار القرآن بالعتبة الحسينية المطهرة؛ على المرتبة الثانية بين الدول المشاركة لترسم لوحة مجد تألقت لتعيد للعراق مكانته الحضارية والفكرية التي تزخر بالعطاء الثري على مر العصور.