110723324.JPG
التقى ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بوفد ضم مئة شخص من جامعة البصرة على قاعة خاتم الأنبياء في العتبة الحسينية المقدسة ، وتطرق سماحته في اللقاء الى أمرين مهمين هما "مستحقات الشباب ومستحقات العِلم، ذلك لأن عزَّ أية أمة وسعادتها ورفعتها وازدهارها وتقدمها إنما منوط بأمرين هما العلم والأخلاق"، مؤكدا إن أية أمة يسودها الجهل وتحط الأخلاق لن تشهد العز والازدهار والتقدم".
وتابع سماحة الشيخ الكربلائي إن "العلم رأس الفضائل، وهو عز للمؤمن، وفوز في الآخرة، وهو أصل كل خير، وكنز لا يفنى، وفي بعض الأحاديث الشريفة قول: (إن العلماء وإن ماتوا لكنهم باقون، وخزان المال زائلون)"، مستشهدا بهذا الحديث ليبين إن "الوصول الى مقاعد العلم نعمة أنعم سبحانه بها على الطلبة لذا كان على الطلبة استثمار هذه الفرصة وتوظيف طاقاتهم وإمكانياتهم لبناء الشخصية العلمية"، موضحا إن في المقابل على طالب العلم إن يعمل على تهذيب سلوكه ويُفعل الشخصية التربوية العلمية حتى يوشك إن يكون هذا الطالب من صناع المستقبل وفردا يعمل على خدمة الأمة ومؤسساتها".
وزاد سماحته إن "أفضل وأغلى وأثمن مرحلة عند الإنسان هي الشباب والإنسان كما ورد ذكره في مضمون الآية الكريمة (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير) هذه المراحل الثلاث التي يمر بها الإنسان وأهمها مرحلة الشباب والتي يجب معرفة أهميته واستثماره استثمارا صحيحا في خدمة الأمة"، لافتا من خلال الحديث الشريف "(شيئان لا يعرف قيمتهما إلا من فقدهما هما الشباب والعقل)، أهمية مرحلة الشباب والعلم"، ذاكرا في حديثه للوفد إن "الكثير من بني البشر لا يعي أهمية شبابه إلا بعد زواله واستفحال المشيب".
هذا وأشار الشيخ الكربلائي الى إن الرسالة الإسلامية أكدت تأكيداً بالغا على وجوب تربية الشباب والاعتناء ببنائهم بناءً فكرياً وروحياً وخلقياً لأن يكونوا مؤهلين لتقبل التعليم أكثر من غيرهم، كما وأشار سماحته الى إن "على طالب العلم الاهتمام بالجانب التربوي والمعنوي والعبادي والحضاري والأخلاقي، وان يعمل على توظيف شبابه للدين والبلد هذا لأن الجزء الأساسي من علاج مشكلة الفساد المستشري في البلد، هو أن تبنى شخصية الموظف وفق الاختصاصات العاملة في الدولة، بناءً أخلاقيا تربويا على أسس الخوف من الله تعالى والتقوى ومراقبة النفس والإخلاص للعمل وغير ذلك"، ومن هنا أكد سماحته إن جميع ما تقدم "سيثمر ببناء الطالب بناءً علميا تربويا سليما ينتج منه على سبيل المثال طبيب يهتم بمريضه اهتماما كبيرا ويحرص على علاجه، ومهندس يستشعر المسؤولية اتجاه بلده دون إن يفكر متى ستنتهي ساعات دوامه، ومواطن أمين مخلص يحس بروح المواطنة والانتماء".
فيما بين رئيس الوفد (شلتاغ عبود) محافظ البصرة سابقا، "أن طالب العلم بحاجة مستمرة الى شحنات التوجيه الديني والعقائدي والعلمي، فضلا عما هو معلوم إن العراقيين مشهود لهم بالولاء لآل البيت (عليهم السلام) فكانت هذه الزيارة تعبيرا عن الحب والولاء"، مضيفا أن "ما شهده الوفد خلال الزيارة من حفاوة استقبال وترحيب يؤكد على تعميق الصلة والعلاقة بين أبناء الشعب والمرجعية الحكيمة"، مؤكدا إن "زيارة العتبتين المقدستين واللقاء بأمينيها شَـكل حافزا ودافعا قويا للطلبة يشعرهم بأهميتهم والمكانة التي سيشغلوها في المستقبل، إضافة الى شدهم الى أمتهم (سلام الله عليهم) وما تزودوه من زاد التقوى والإيمان"، مشيرا الى "أهمية ما جنوه من الزيارة إن ستكون هنالك زيارات كثيرة ودائمة على مدار العام".
110724512.JPG
110725255.JPG
110725426.JPG