111212231.JPG
تقرير: حسين نعمة
تعتبر أدارة الموارد البشري من أهم وظائف الإدارة لتركيزها على العنصر البشري والذي يعتبر أثمن مورد لدى الإدارة والأكثر تأثيرًا في الإنتاجية على الإطلاق.
تعني باختصار الاستخدام الأمثل للعنصر البشري المتوفر والمُتوقَع. على مدى كفاءة، وقدرات، وخبرات هذا العنصر البشري وحماسه للعمل لذلك أهتم علماء الإدارة بوضع المبادئ والأسس التي تساعد على الاستفادة القصوى من كل فرد وعلى ذلك استحدثت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة قسم جديد أطلق عليه أسم التطوير الفكري وتنمية الموارد البشرية وللاطلاع على هذا القسم عند الأستاذ طلال فائق الكمالي المستشار الثقافي للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة والذي قال: "كانت وما زالت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وستبقى نبراس في كل ميادين العلم والمعرفة, حتى باتت ملاذ للآمنين وقبلة للثائرين ومنهل للعلماء والعارفين ببركة المولى أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) لذا بدأت الأمانة العامة باستحداث قسم تطوير الموارد البشرية الذي يعتني بمنتسبين العتبة المقدسة من أجل رفع مستواهم الثقافي والعلمي والمهني من جهة والتألق بالمستوى الأدائي السلوكي من جهة ثانية".
11120934TALAL-ALKAMALE.jpg
وأضاف الكمالي إن "رفع المستوى الثقافي والتألق بالمستوى السلوكي يرتكزان على أساس نمو الجانب العقلي والروحي للإنسان من خلال تفجير طاقاته التي يكتنزها, واستثمار عصف الناتج الذهني والروحي وبرمجتها إلى عطاء من الإبداع الذي بدوره يخدم ذات المنتسب"، مبينا إن ذلك يكون من خلال "رسم خارطة المبتغى والهدف الذي نعنيه وهو خدمة رسالة السماء, وخدمة مشروع الإمام الحسين (عليه السلام) الذي يعد أحد مصادق الرسالة السماوية", مشيرا الى "محاولة القسم بتهيئة السبل والطرق الكفيلة بطرح لغة مؤثرة مهمتها أقناع الآخرين بصدق مشروعها".
وزاد الكمالي أن "شرف كل علم أو عمل بشرف موضوعه وأن موضوع قسم تطوير الموارد البشرية هو مشروع بناء الإنسان من منطلق الاقتداء بالأنبياء والرسل وأهل البيت (عليهم السلام)" فأهمية هذا القسم مبنية على أساس السير على خطا المولى أبا الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام).
وأكمل الكمالي: أن من خطوات هذا القسم الجوهرية "ترويض النفس الإنسانية وفق برمجة للنظام العصبي وهندسته والذي بدوره سيتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته كالتفكير والشعور والسلوك ليكون الإنسان الذي خاض هذه التجربة العلمية والنفسية من أصحاب القرار السليم في المجتمع" ونستدل على ذلك بقوله تعالى (أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم) وهذا يعني بناء الحضارة ناتجة من قبل تطوير الإنسان لنفسه وتوظيف قابليته.
11120926HASHIM-HEACHAL.jpg
وأما عن الهيكلية الموضوعة لقسم التطوير قال الأستاذ هاشم هيجل معاون رئيس قسم الشؤون الإدارية في العتبة الحسينية المقدسة "لابد لكل إنسان ذي عقل رصين إن يضع خطة عمل للمشروع الذي يتبناه وينظم ذلك المشروع بشكل الصحيح ومشروع هذا القسم يقتضي أن تعد له العدة, لذا شكلت لجنة مهتمة بأعداد هيكلية تامة وشاملة مكونة من ثلاث شعب متضمنة عدت وحدات ومنها.
1- الشعبة الإدارية: المختصة بإداريات القسم من مخاطبات وحضور وغياب ومتابعة لسير الأعمال ومكونة من ثلاث وحدات الوحدة الذاتية ووحدة المعلومات ووحدة الأرشيف.
2- شعبة التدريب والتطوير: المختصة بتدريب وتطوير أمكانية المنتسبين بما يملكونه من موهبة ومعلومة ومكونة من سبعة وحدات هي وحدة الدورات التطويرية التخصصية مثل دورات الحاسوب والسياحة والعلاقات وتعني هذه الوحدة تطوير وتعليم في نفس الوقت، ووحدة النشاطات الفكرية وهي وحدة تنظيرية عامة ووحدة التخطيط والبرمجة وعملها تهيأت البرامج التي تعد للدورات الموجودة في وحدة التدريب والتطوير ووحدة الإصدارات المتمثلة بنشرة الراية حالياً وسيضاف أليها أكثر من منشور في المستقبل وحدة الانترنت معنية بالمتابعة الدقيقة لكل ما من شأنه أن يطور ذهن وقابلية المنتسب علمياً من خلال شبكة الانترنت ووحدة العلاقات والتي تعمل على التنسيق بين المختصين والمهنيين، ووحدة اللجان العاملة على متابعة عمل المنتسب من أجل الوصول إلى الأفضل".
وأضاف هيجل عن الآليات والسبل التي يستخدمونها خلال هذه الدورات قائلا: أن "كل شيء يبتدئ صغيراً ثم ينمو شياً فشيء إلى أن يصل إلى المستوى المطلوب بأذن الله وأساس هذه الفكرة بصورة بسيطة, تنص على أعطاء محاضرات في علم الأخلاق لمنتسبي العتبة الحسينية المقدسة لمرة واحدة في الأسبوع تتضمن هذه المحاضرات تنمية الجانب الأخلاقي والروحي والتربوي لدى المنتسب مأطرةً بالإطار الفقهي الذي يوضح لغة التعامل مع ذات النفس الإنسانية, وإعداد اللغة المثلى للتعامل مع زائري الإمام الحسين (عليه السلام)".
أما بالنسبة لنشاطات هذا القسم في الفترة الحالية قال الأستاذ مسلم محسن السوداني رئيس قسم تطوير الموارد البشرية "هناك الكثير من الأعمال التي عمل بها القسم ببركة أنفاس سيد الشهداء (عليه السلام) حيث باشر القسم بأعداد الدورات التدريبية لمنتسبي العتبة وكانت الدورة الأولى هي دورة السياحة الدينية بالتنسيق مع جامعة أهل البيت (عليهم السلام) والتي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة على قاعة خاتم الأنبياء, أما الدورة الثانية هي دورة الحاسوب المتقدمة والتي تشمل جميع كوادر ذاتية الأقسام من أجل رفع المستوى العلمي والعملي لهؤلاء المنتسبين, والآن العتبة المقدسة تستقبل في الزيارات المليونية الكثير من الزائرين وجنسيات ولغات مختلفة لذلك ارتأت أن تكون هناك دورات تخصصية في اللغة الفارسية واللغة الانكليزية واللغة الأوردية وقد تم الشروع فعلاً في هذا المجال".
وأكمل مسلم حديثه عن الآلية المعينة للمحاضرات الأسبوعية قائلاً: أن "المحاضرات التي تستهدف منتسبي العتبة المقدسة بمباركة الأمين العام هدفها إيصال المعلومة الأخلاقية وسبل تطويرها لتكون ملكة أو سجية مستقرة في نفس المتلقي لتعكس سلوك وأداء منبعث من تلك الخلفية العلمية الأخلاقية, وكان على رأس المحاضرين الأستاذ طلال فائق الكمالي كما تشرفتُ بطرح تلك المحاضرات بآليات سمعية ومقروءة ونطمح أن نطورها إلى المرئية في القريب العاجل من خلال ورش ستعد لهذا الغرض".
وتحدث الأستاذ سالم مهدي صالح أحد الأساتذة المختصين بإعطاء المحاضرات باللغة الفارسية والذي قال: "نعمل على تعليم المنتسبين في أسلوب المحاورة والكلمات التي يحتاجها في أرشاد الزائر الذي يتكلم اللغة الفارسية من أجل تسهيل سير العملية الخدمية بين الزائر والمنتسب".
وأضاف سالم "حصلنا على تقدم ملموس في مستوى استيعاب المعلومة من قبل المستلم في الدورة الأولى, والآن باشرنا في الدورة الثانية وسنستمر في أجراء الدورات حتى "يشترك فيها جميع منتسبي العتبة الحسينية المقدسة، علماً أن الفترة الزمنية للدورة هي عشرة أيام, وتتضمن الدورة أعطاء محاورات ومفردات وحفظ الأعداد بالغة الفارسية حتى نصل إلى أسلوب الحوار بين الزائر والمنتسب".
وختم سالم قائلاً: "نحن نتعامل مع جميع المنتسبين بغض النظر عن التحصيل الدراسي أما الذين لا يعرفون القراءة والكتابة سيتم تلقينهم عن المحاضرات بصورة شفهية".
وقال الأستاذ أسعد حسن فهد أن "هدفنا الرئيسي من المشاركة مع هذا القسم بإعطاء المحاضرات لتقديم خدمة إلى المنتسب ومن ثم إلى الزائر من خلال أرشاد المنتسب إلى الزائر وبما أنه نحن في حالة أعداد وتطوير لهذا القسم مازلنا بحاجة إلى قاعات أضافية من أجل إيصال المعلومة للمتلقي بأكثر أريحية وأن ما نعطيه بالمحاضرة, هو محاورة بالغة الفارسية مترجمة إلى اللغة العربية مكتوبة على الورق مختصة بالكثير من المفردات التي يحتاجها المنتسب بطريقة أرشادهم إلى الزائرين المتكلمين بالغة الفارسية".
فيما قال المنتسب أحمد عبد مدلول "استفدنا الكثير من هذه الدورة ويمكن أن نطبق ما دارسناه على الورق على أرض الواقع وتكلم عن ما يحتاجونه في المحاضرة وما يتمثل بالصبورة والمحاورة بالصورة المباشرة وتخفيض عدد الطلاب في الدورة الواحدة حتى تسهل مشاركة الجميع في طرح الأسئلة والمحاورة المتبادلة في اللغة الفارسية وإعطاء المحاضرة الواحدة في عدت أوقات من أجل أشراك جميع الطلاب في المحاورة في المحاضرة الواحدة".
وقال المنتسب رياض عبد علي "كنا نتمنى أن تفتح هكذا دورات من أجل أن تضيف لنا لغة تمكننا من تقديم الخدمات إلى جميع الزائرين من مختلف الجنسيات واللهجات".
وقال أن عملية استيعابنا إلى المعلومة تحصل بصورة كبيرة بسبب حنكة الأساتذة بإيصالها ورغبة المتلقي باستقبالها".
بوادر العتبة الحسينية المقدسة الساعية لخدمة زائري أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) كانت ولا زالت تبحث عما هو أفضل دائما، واستحداث قسم تطوير الموارد البشرية ليس نقطة النهاية لإبداء الخدمة فأقصى طموح لهذا القسم ابتدءًا من قاعدة الشرفية الدالة على المُشرِّف لأن شرفية الإمام الحسين (عليه السلام) أرفعها منزلاً بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأمه وأبيه وأخيه عليهما السلام, فأن خادم زوار الإمام الحسين (عليه السلام) لابد أن يكون ذا صفات حميدة تختلف عما عليها من علم ومعرفة وتقديس للمكان الذي يعمل فيه مما كان للدورات العلمية والثقافية والأخلاقية التي تنصب في خدمة العاملين من البقعة الطاهرة سيكون لها دور فعال في أيجاد أرض خصبة للنهوض والارتقاء, إلى المستوى المطلوب لأجل مرضاة الله أولاً وسيد الشهداء (عليه السلام) ثانياً.
11120938MUNTASEBEN.JPG
111209452.JPG
111212231.JPG