شعبة المفقودات في العتبة الحسينية المقدسة تقدم معونات مالية للزائرين الذين فقدوا نقودهم أثناء زيارة الاربعين. (تقرير)..

5d10c95f18cd0.jpg

تاريخ الاضافة: | عدد الزيارات:12459

12015739MAFQODAT.jpg

تقرير: حسين النعمة

مع ازدياد أعداد الوافدين إلى كربلاء المقدسة مؤخرا بعد استتباب الأوضاع الأمنية التي ساهمت إلى حد كبير باستقطاب المحبين من كل فج وصوب، فإن الأمر الذي كان لابد منه هو وضع خطط بناءة وكفيلة لاستقبال هذه الحشود الغفيرة، لذلك كانت إدارة العتبة الحسينية المقدسة سباقة في هذا المضمار إذ أنها وبعد كل زيارة مليونية تعقد الجلسات لتدارس المسائل التي ساهمت في نجاح الزيارة لتطويرها وكشف النقاط السلبية لمعالجتها وبأسرع وقت، لذلك ترى بوضوح ورغم الرقعة الجغرافية الصغيرة للحرم المطهر إلا أن الزائرين طالما يشيدون بحجم الخدمات المقدمة لهم من الأقسام والشعب كافة التي حرصت إدارة العتبة الحسينية المطهرة على تطويرها وبما يتلاءم والخدمات التي تقدمها إلى الزائرين.

من بين تلك الشعب التي نالت قسطا كبيرا من الاهتمام من لدن إدارة العتبة الحسينية المقدسة هي شعبة المفقودات التي يتضح من خلال اسمها مدى أهميتها وأهمية وجودها داخل الصحن الشريف بالنسبة إلى الزائرين خصوصا خلال الزيارات المليونية وتوافد أعداد غفيرة من الزائرين بينهم النساء والأطفال وكبار السن ومن دول العالم كافة، والتي عبر بعضهم من خلال لقاءات متفرقة أجراها معهم مراسل اذاعتنا عن امتنانهم للخدمات الجليلة المقدمة لهم من شعب وأقسام العتبة الحسينية كافة وخصوصا شعبة المفقودات التي هي بصدد هذا التحقيق.

كانت أولى حواراتنا مع الزائر (محسن مشكور) من أهالي الديوانية الذي أكد أن "عمل هذه الشعبة هو عمل جليل وكبير ولا يسعني أن أقول غير الشكر من هذه البوادر، حيث أنني فقدت محفظة فيها مستمسكاتي الخاصة ونقودا قبل ثلاثة أشهر ووجدتها بفضل جهود منتسبي العتبة وهذه الشعبة".

أما الزائر (محمد الحسيني) من دولة البحرين فقد عبر عن "امتنانه للجهود الاستثنائية التي قدمت له من قبل منتسبي هذه الشعبة بعد أن وجد ضالته فيها المتمثلة بجواز سفره الخاص فضلا عن مبلغ كبير من المال وبالعملة الصعبة".

وأكد الزائر (بلال محمد) من أهالي بغداد أن "مدينة كربلاء المقدسة تنفرد في كل شيء واللسان يعجز عن الشكر والثناء لهذه السواعد الطيبة التي لا تتوانى في خدمة زوار الحسين (عليه السلام)، مقترحا توسيع هذه الخدمة المقدمة في شعبة المفقودات من خلال التنسيق مع مديريات الجنسية في المحافظات حتى يكون هناك تسهيل أكثر لصاحب الحاجة".

بعد هذه اللقاءات العاجلة والمتفرقة كان لا بد لنا من تسليط الضوء على عمل شعبة المفقودات وإعانة الزائرين تفصيلا فأجرينا هذا اللقاء بمسؤول الشعبة (عقيل صالح) فقال "توجد في الشعبة مفقودات عينية مثِل المبالغ النقدية والذهب والمستمسكات الشخصية بالإضافة إلى بعض الألبسة، كما توجد أحياناً بعض الأحجار الكريمة، بالنسبة إلى الذهب فانه ومنذ عام 2003 قمنا بتوثيق وتسجيل المصوغات المفقودة في سجلات وعلى الحاسبة، على أن هذا الأمر لا ينطبق على المصوغات فقط بل على كل المفقودات التي يمكن تمييز نوعياتها وأسمائها فتدرج في سجلات خاصة ولا نقوم بإتلافها عسى أن تكون هنالك مراجعة من قبل أصحابها يوما ما".

وحول دور الشعبة خلال الزيارات المليونية، أجاب صالح "بالنسبة إلى شعبة المفقودات فعملها مستمر ويكون بشكل مكثف في الزيارات المليونية، وهناك تطور في مجال عملنا خاصة في الآونة الأخيرة حيث تكون هنالك سجلات إضافية يتم فيها تقييد المفقودات وحسب الأحرف الأبجدية، كما تم توفير خدمة الاتصال مع شعبة المفقودات العائدة لما بين الحرمين الشريفين وكذلك العائدة للعتبة العباسية المقدسة"، ذاكرا إنه "من جانب آخر فهناك جهود استثنائية تقدم من قبل منتسبي الشعبة حيث يتحول دوامهم من 3 وجبات إلى وجبتين وبمعدل 12 ساعة يوميا، وتكون الشعبة حينها على هبة الاستعداد لاستلام وتسليم المفقودات أو الأمانات".

بعد أن علمنا أن الشعبة تقوم بتقديم معونات مالية للذين فقدوا أموالهم أثناء الزيارة تساءلنا حول الضوابط الخاصة بتقديمها، فقال مسؤول الشعبة إن "الزائر يأتي إلى الشعبة وهو في حيرة بعد أن فقد ما يحمل معه من نقود أو مستمسكات وفقد ما يُمكّنه على الأقل من الرجوع إلى أهله، ونحن بدورنا لا نمده بالمال فقط بل نصحبه إلى المضيف ليأكل الطعام ومن ثم نقوم بضيافته وعلى أكمل وجه لبث الراحة والطمأنينة في داخلهِ ثم نُعطيه مبلغاً كاملاً يمكنهُ من خلالهِ أن يعود إلى داره، أما بالنسبة إلى الضوابط فإنها لا تتعدى عن تسجيل أسمه ومحل إقامته ونحنُ بدورنا لا نعمل سوى إن نحسسه أن هذه الأموال للحسين (عليه السلام) وليست لأحد، لإدخال الطمأنينة في نفسهِ كما نحاول أن نختصر الأسئلة خوفاً على مس كرامته بسوء".

وفيما يخص الإجراءات التي تقوم بها الشعبة إزاء المفقودات والأمانات الموجودة لديها إذا مر عليها أكثر من سنة، أوضح صالح "بالنسبة إلى الذهب فنسجل مواصفاته بالنقوش الموجودة فيه كما يسجل بتاريخ إيجاده لكنهُ يبقى موجودا لدينا لا نتصرف فيه وهذا ما نحن فيه منذ عام 2003 ولهذا الحين، حيث توجد كميات من الذهب لا زلنا نحتفظ بها عسى أن يظهر لها صاحب، وهذا الأمر هو الذي قاد بالضرورة إلى اختيار منتسبيها - حالها كحال بقية الأقسام في العتبة - على أساس الأمانة والثقة والتزكية نظرا لوجود هذه الأموال والمصوغات، أما باقي المفقودات فيوجد لدينا في كل رأس سنة جرد إزاء تسجيل وتوثيق نوعية الأمانة والمفقودات بالتاريخ والمواصفات، ونقوم بالتصدق بها على الأسر الفقيرة وإذا سئل عنها فيما بعد نطابق المعلومات مع السجل، ونقوم بإعطائها لصاحبها، أما النقود يتم تسجيلها بالفئة النقدية وكمية المبلغ وبالنسبة إلى الملابس فقد صرح لنا ممثل المرجعية الدينية العليا والأمين العام للعتبة المطهرة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بإعطائها إلى المكاتب ليقوم المكتب بدوره بإعطائها إلى الأسر الفقيرة المسجلة لديه".

تنسيق تام بين شعب المفقودات في العتبات المقدسة ومنطقة مابين الحرمين لتسهيل إرجاع الحاجيات إلى أصحابها وبما إن هناك عدة شعب للمفقودات إحداها في العتبة الحسينية المطهرة ومثيلاتها في منطقة ما بين الحرمين وفي العتبة العباسية المطهرة فإنه لابد من وجود تنسيق وتعاون بين شعبة المفقودات وتلك الشعب وكذلك الشعب والأقسام الباقية في العتبة المطهرة يجيبنا مسؤولها عن ذلك قائلا "نعم، هناك تنسيق بيننا وبين أقسام الخدمية الخارجية وحفظ النظام وشعبة الزينبيات وقسم الخدمية الداخلية وشعبة النظافة حيث يقوم المنتسب بتسليم الأمانة على وجه السرعة إلى الشعبة لعل صاحبها يراجع الشعبة عندما يفقدها".

وأضاف صالح "أما بالنسبة لتنسيق الشعبة مع شعب المفقودات في منطقة ما بين الحرمين وكذلك في الروضة العباسية المقدسة فانه مستمر ويوجد اتصال بيننا عن المفقودات التي يتم تسجيلها في جميع هذه الشُعب حتى يكون هنالك إعلام بالمفقودات بعدة أماكن، فالشخص الذي يكون قد فقد حاجياته في شعبة مفقودات ما بين الحرمين ويأتي مستفسرا عنها في العتبة الحسينية المطهرة فإننا نقوم بالاتصال مع الشعبتين المذكورتين وإعطاء مواصفات المفقود وعندها نرشده إلى ضالته إن كانت موجودة في إحدى تلك الشعب".

وللعاملين في الشعبة أدوارهم الخاصة وللخوض أكثر في صميم عمل الشعبة حاورنا أحد منتسبيها وهو "رائد أحمد" الذي وجهنا له عدة أسئلة توخينا من خلالها توضيح بعض الأمور، وكان السؤال الأول يتعلق بمدى إمكانية الاتصال مع أصحاب المستمسكات المفقودة من قبل الشعبة؟ فأجاب إن "الاتصال قد يكون صعبا لأن المفقودات لا يوجد فيها رقم هاتف أو عنوان غالبا، ولكن فيما إذا كان المفقود عبارة عن جهاز موبايل فيتم الاتصال بصاحبه عن طريق أسم شخص موجود في لائحة الموبايل بعدها يأتي لاستلامه".

وأشار أحمد إلى وجود صعوبات خاصة مع الجنسيات الأجنبية من المراجعين فقال "بالنسبة إلى اللغة الفارسية يوجد لدينا بعض الأشخاص ممن يجيدون هذه اللغة أما بقية اللغات مثل الهندية والباكستانية فعندما يتكلم الانكليزية نستطيع أن نفهم ما هي حاجته والذي لا يتكلم سوى لغتهُ فإننا نتعامل معه بلغة الإشارة لتحقيق عن ضالته فيقوم برسمها أو الإشارة إليها".

وفي الختام لابد من ذكر حقيقة مؤكدة إن منتسبي الشعبة حالهم كزملائهم في بقية الأقسام والشعب التابعة للعتبة الحسينية المطهرة قد جعلوا نصب أعينهم هدفا واحدا هو حب الإمام الحسين (عليه السلام) فوثقوه بصورة عملية أطرت بخدمة زواره.

تطبيق الاذاعة
لأجهزة الآيفون
تطبيق الاذاعة
لأجهزة الأندرويد