يلعب هرمون الدوبامين دورا محوريا في تنظيم مزاجنا، وهو أحد هرمونات “السعادة” كونه يفرز عندما يكون الإنسان في حالة شعورية جيدة، بيد أن تراجعه قد يكون علامة على اضطرابات عديدة مثل مرض باركنسون والاكتئاب وانفصام الشخصية.
وابتكر علماء الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا طريقة لقياس مستوى الدوبامين في الدماغ على مدار عام، يرون بأنها ستساعدهم لمعرفة دوره على نحو أدق في الأدمغة السليمة والمريضة، بعد أن كان من المستحيل معرفة التغييرات في مستواه لفترة طويلة في السابق.
ويمثل الدوبامين واحدا من الناقلات العصبية التي تستخدمها الخلايا في الدماغ للتواصل مع بعضها البعض. وكانت الأنظمة التقليدية لقياسها تعتمد الموصلات الكربونية ذات القطر 100 ميكرون، والتي يمكن الوثوق بنتائجها لمدة يوم واحد تقريبا، كونها توّلد نسيجا يتداخل مع قدرات الأقطاب الكهربائية على التفاعل مع الدوبامين.
وفي عام 2015، طوّر فريق من الباحثين في المعهد الأميركي مستشعرات دقيقة يمكنها قياس معدلات الدوبامين في المنطقة المخططة بالدماغ والتي تحتوي الخلايا المسؤولة عن إنتاج المركب.
ونظرا لكون المجسات صغيرة “قطرها لا يزيد عن 10 ميكرون”، بات باستطاعة الباحثين زراعة ما يصل إلى 16 منها لقياس معدلات الدوبامين في أنحاء مختلفة من المنطقة المخططة، وتجربة استعمالها في تتبع مستويات المركب لفترة طويلة، دون أي تداخل أو تحريض لرد فعل مناعي.
وزرع الباحثون في دراستهم ما بين 3 و5 حسّاسات في أدمغة حيوانات على عمق 5 ميليمترات بالمنطقة المخططة، وسجلوا القراءات على مدار أسابيع بعد تحفيز الدوبامين، واكتشفوا ثباتها لأكثر من 393 يوما، الأمر الذي منحهم الأمل في إمكانية تطبيق التجربة على البشر.
مراقبة مرض باركنسون
ويؤكد العلماء على أهمية هذه المستشعرات في حال نجاح تركيبها لدى البشر في مراقبة مرضى باركنسون، وزراعة قطب كهربائي ينقل النبضات إلى عمق الدماغ.
كما ستساعد مراقبة المستشعرات لمعدلات الدوبامين الأطباء في توجيه التحفيز لأدمغة المرضى على نحو أكثر دقة عندما تقتضي الحاجة.
ويعكف الباحثون حاليا وفق ما ذكر موقع أخبار المعهد على تكييف أجهزة الاستشعار لقياس النواقل العصبية الأخرى في الدماغ، وقياس الإشارات الكهربائية والتي قد تتعطل لدى المصابين بباركنسون.
وكالات