الكلمة الكاملة لممثل المرجعية الدينية العليا خلال افتتاح المهرجان الجماهيري لفتوى الدفاع الكفائي الاول

80109-06112024170635666859ebdfc18.jpg

تاريخ الاضافة: 2024-06-11 17:06:35 | عدد الزيارات:385

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله الفاشي في الخلق حمده والغالب جنده والمتعال جده احمده على نعمه وآلائه العظام الذي ابتدع الخلائق بعلمه وانشأهم بحكمه بالاقتداء ولا تعليم حمدا نسعد به في السعداء من اوليائه ونصير في نظم الشهداء بسيوف اعدائه، وافضل الصلاة واتم التسليم على الشاهد على الخلق السراج المنير والطهر الطاهر سيدنا الانبياء والمرسلين سيدنا ومولانا ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين (عليه السلام) السلام على قطيع الكفين ابي الفضل العباس (عليه السلام) السلام على ام المصائب والمحن زينب الكبرى سلام الله (عليها السلام) على الشهداء الاحرار الذين رووا بدمائهم الزاكي ارض العراق.

 الأخوة الضيوف الاعزاء اخصوا مع حفظ مقاماتهم ومراتبهم جميعا اخص بالذكر منهم عوائل الشهداء رجالا ونساء صغارا وكبارا سلام عليكم جميعا ورحمه الله وبركاته.

 قد يسال سائل ما هو الهدف من اقامه مثل هذا المهرجان الجماهيري مهرجان الجماهيري الاول لفتوى الدفاع الكفائي ونحن نقترب من موعد صدور فتوى الدفاع الكفاء لسماحه ايه الله العظمى سيد علي الحسين السيستاني دام ظله  في رابع عشر من شعبان لعام 1435 الذي صادف في الثالث عشر من شهر حزيران لعام 2014 وما عقبه من تضحيات بطوليه ودماء زاكيه لرجال عرفوا الحق فاتبعوه واسترخصوا الارواح في طريق الشهادة فسلكوه واشتاقت ارواحهم للجنان فنالوه ومن اجل توضيح ذلك لابد من ذكري مقدمتين المقدمة الاولى في بيان مقام ومنزله الشهادة والشهيد عند الله تعالى وفقا منظور الاسلامي الوارد في الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة قال تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله فوق كل بر بر البر بمعنى الاحسان والخير والعطاء فوق كل بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله فاذا قتل في سبيل الله فليس فوقه برمودا عن الامام السجاد عليه السلام ما من قطره احب الى الله عز وجل من قطرتين قطره دم في سبيل الله وقطره دمعه في سواد الليل لا يريد بها العبد الا الله عز وجل وورد عن الامام الصادق عليه السلام "اشرف الموت قتل الشهادة".

واما المقدمة الثانية والتي نحتاج فيها الى التذكرة بعظيم اثار الشهادة والتضحيات المقدمة من الرجال الابطال الشهداء في معركه تحرير العراق من عصابات داعش حيث ورد في خطبه الجمعة الثانية بتاريخ 6 ربيع الاول 1437 هجري الموافق 18 كانون الاول  من عام 2015 ميلادي ما يلي:

 لقد كان ولا زال لدماء الشهداء الدور الاساس في الدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته وحفظ وحدته وحمايه اعراض مواطنيه ودرء شرع العصابات الإرهابية التي خططت لمسك هويته الوطنية وتمزيق نسيجه الاجتماعي فالشهداء فضل على الشعب العراقي بجميع اطيافه وطبقاته ومكوناته وبعد ذكره هاتين المقدمتين نعرج لذكر الاهداف المتوخاة وما هي توصياتنا بهذه المناسبة اولا من اجل ان لا نغفله ولا ننسى مع مرور السنين والايام وتقادمها دوره هؤلاء الابطال وما تستحقه تلك التضحيات من تخليد لسيره اولئك الشهداء والتعريف بالأسس العقائدية والفكرية التي انطلقت منها تلك البطولات والتضحيات وما جسدته المعركة من مبادئ سامي وعظيمه ولتبقى هذه المبادئ شاخصه حاضره في عقولنا وارواحنا وقلوبنا وربما نحتاج اليها مع طروب محن وتحديات وابتلاءات جديده.

 ثانيا: للتذكير بما يقتضيه الوفاء للدماء الزاكية للشهداء وارواحهم الطاهرة ويجدر هنا ان نذكر بما ورد في خطبه الجمعة التي اشرنا اليها سابقا فقد ورد فيها ما يلي فالشهداء فضل على الشعب العراقي بجميع اطيافه وطبقاته ومكوناته واذا كان الشهيد في غنى عن الناس لأنه في مقعده اذكر بهذه العبارة اوائل الشهداء وما هي المنزلة العظيمة لهم عند الله تعالى واذا كان الشهيد في غنى عن الناس لأنه في مقعد صدق عند مليك مقتدر فان رعاية ايتامه وعائلته واداء حقوقهم وتوفير العيش الكريم لهم هو اقل ما يقتضيه الوفاء بدمه الزاكي وروحه الطاهرة وهو مسؤوليه كبيره على اعناق الجميع سواء الحكومة بمؤسساتها المختلفة او غيرها من الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية بل كل شخص قادر على القيام بهذه المهمة ولو من بعض جوانبها واذا كانت العناية الإلهية بأهل الشهيد قد بلغت حدا ان جعل الله تعالى نفسه خليفه الشهيد في اهله التفتوا الى هذا المقام العظيم للشهيد ان الله تعالى جعل نفسه خليفه الشهيد في اهله وقال ان من ارضاهم فقد ارضاني ومن اسخطهم فقد اسخطني كما ورد في بعض الاحاديث الشريفة كان لزاما على الجميع ان يفوا للشهيد حق الاستخلاف في اهله واولاده ويحفظو لهم كرامتهم ويؤدوا اليهم حقوقهم المعنوية

والمادية كما ورد في نفس الخطبة في المقطع الاخير منها ما يلي كما ندعو اقرباء وعشائر الشهداء ان يكونوا عونا وسندا لعوائلهم وايتامهم وزوجاتهم في تحصيل حقوقهم ورعايتهم ماديا ومعنويا بحيث لا يشعروا بفقدان كافلهم ومعيلهم فان في ذلك مثوبة عظيمه وفوائد دنيوية لا تحصى ونقول هنا ان لهؤلاء الشهداء والسعداء كامل الحق في ان نبجلهم ونذكرهم بإجنان وعظام واكبار فمن اعطى دمه لنعيش بكرامة وعز وحريه لا يجازى بشيء فمن اعطى دمه لنعيش بكرامة وعز وحريه لا يجازى بشيء واداء هذا الحق يتجسد من خلال رعاية عوائلهم وتفقد ايتامهم وتدوين بطولاتهم وتخليد ذكراهم ليس في الكتب فحسب وان كان هذا مهما ومطلوبا بل في ذاكرتي وضمير الامه ووجدانها.

 ثالثا: ان كل امه تفتخر وتتشرف بالمفاصل المهمة من تأريخها حينما تجسد الامه بطولات رجالها وتضحياتهم في سبيل الدفاع عنها وعن مقدساتها واوطانها ومبادئها وتقوم بتوثيق ذلك التاريخ البطولي وتحتفل به بشكل يذكر الامه دائما بتلك التضحيات ولكي لا تنسى او تغفل الاجيال القادمة او الجيل الحاضر الذي لم يواكب او يعش تلك البطولات والملاحم بل تقوم تلك الامم بتدريس تلك الملحمة الوطنية الخالدة في مدارسها وجامعاتها وبما فيها من مبادئ وقيم اصيله حافظت عليها تلك الامه وهذا ما تفتضيه ملحمة الدفاع الكفائي للشعب العراقي بكل مكوناته واطيافه ومن اجل ان لا تتراخى الامه ولا تتماهل في هذه التذكرة المهمة والاحياء الدائم كان لزاما على جميع المعنيين بهذا التاريخ ان ينهض الجميع للحفاظ على حيويته وتأثيره المستمر والفاعل.

 رابعا: انما جرى عليه سيره العقلاء والامم والشعوب المختلفة وتوظيف جميع الامكانات والطاقات والوسائل الحديثة لا حياء ذكر المفاصل التاريخية المهمة في حياه تلك الشعوب فنراها توظف الطاقات التأليفية والقصصية والروائية والانتاج الفني والمسرحي وما شاكل ذلك للتذكير بتلك البطولات وهذا ما ينبغي ان تعمل عليه مؤسسات الدولة والمنظمات الجماهيرية والفعاليات الفنية والأدبية المختلفة.

 خامسا: لكي نذكر بالمنبع الحقيقي العقدي والفكري والوطني والارشادي الذي كان هو المنبع الوحيد الذي اثبت قدرته على تحريك الجماهير واندفاعها بشكل لا مثيل له على مر التاريخ وبعقيده ثابته وراسخه وهمه وطنيه خالصه واراده صلبه لا تراجع فيها وعزيمه ايمانيه لا تهاون ولا تخاذل فيها للدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته ببطولات نادره حسمت المعركة في زمن في زمن لم يكن يتوقعه احد لا داخل العراق ولا خارجه ان هذا المنبع تمثل في فتوى الدفاع الكفائي الذي كان له اسس وجذور تمثلت في الاساس الشرعي والعقدي الصحيح للفتوى وللسيرة الالهية الخالصة التي تمثلت بسماحه آيات الله العظمى السيد علي الحسين السيستاني لا نظله واطال في عمره الشريف ثم بعد ذلك الانقياد والطاعة والامتثال الذي جسده رجال الابطال الذين لم يترددوا لحظه واحده للاندفاع كالسيل الجارف في ساحة المعركة فان هذه البطولات النادرة تمثل ركن الثاني لحسم المعركة بمده قصيره لم تتجاوز السنوات الاربع.

 سادسا: ان من ضرورات تخليد البطولات لرجال والشهداء والجرحى والمقاتلين وتقديم قصص بطولاتهم القتالية وسلوكياتهم الإنسانية في ميادين المعركة لجيلنا الحاضر لكي لا ينسى ولجيلنا المستقبلي لكي يقتدي بهذه البطولات اذا ما داهمته النوائب واسطلمت عليه البلايا واظلمت عليه الفتن بان يتخذ من صموده هؤلاء الابطال وتضحياتهم نبراسا للتغلب على تلك المحن والخطوب والمنايا فلابد من توجيه الجهود والامكانات وتقديم نتاجات ادبيه وفنيه متعددة الجوانب تكون مؤثره على مستوى عامه الجماهير من الامه.

 وفي الختام اود التوصية بثلاثة امور

الامر الاول مسؤوليتنا اتجاه الشهداء تتمثل بالسير على نهجهم لتحقيق العزة والكرامة والاباء ورفض للباطل والظلم والاستبداد والرذيلة والتخلف والفساد والانحراف بكل انواعه.

الامر الثاني الحضور الفاعل والمؤثر في ساحات العمل والخدمة لعمه الناس والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح النفس وتطهيرها من الرذائل ومدام الصفات

الامر الثالث صيانه مكتسبات الشهداء واهدافهم العظيمة بالحفاظ على قيمهم ومباديهم وتجسيدها حيه في الواقع وعدم تضييع تراثهم ومقتسباتهم واهدافهم العظيمة التي استشهدوا من اجلها ونعظم ونجل ونرفع هذه المبادئ والقيم السامية اضافه الى ما ذكرناه تقصينا في بداية هذه الكلمة من رعاية والعناية بعوائلهم وايتامهم ومختلف شؤونهم.

 في الختام اسال الله تعالى لهؤلاء الشهداء والجرحى والمعاقين الذين ضحوا من اجل تحقيق هذا النصر اسال الله تعالى لهم مزيد رفعه والمنازل العظيمة عند ربهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

 

تطبيق الاذاعة
لأجهزة الآيفون
تطبيق الاذاعة
لأجهزة الأندرويد